علي محمد الجبري.. صاحب حمار "الثورة"!

من ظهره إلى ظهر الحمار إلى ظهر السيكل!هكذا يمكن أن تلخص مرحلة قائمة بذاتها تعني صحيفة "الثورة"، مرحلة قبل أن تنشأ مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء، كانت تصدر عن وزارة الإعلام.. وكان يتحمل أمر توزيعها على صنعاء الصغيرة، هذا الرجل الذي يفترض أن ينتصب له تمثال في وسط ساحة مؤسسة الثورة، وآخر لحماره، وثالث للموتر.

 

علي محمد الجبري، اسم لا يلفت الانتباه، لأنه ببساطة لم يكن وزيرًا ولا قائدًا ولا شيخًا ولا شيخ آخر!

مجرد عامل بسيط، ظل سنوات عمره يبحث عن اللقمة الكريمة، وبكل السبل، وعندما فكر أن يسترخي، طلب من الزرقة أن يذهب به إلى الحج، تلك كانت أمنيته، لم يتمنَّ عمارة ولا سيارة، ولا حتى مجرد موتر، بدلًا عن ذاك الذي انتهى عمره في ساحة الإذاعة!

علي محمد الجبري وزع "الثورة" في البداية على ظهره..

وعندما كبرت صنعاء بعض الشيء، اشتروا له حمارًا، ثم المتور لأنه أسرع..

فصار الجبري يظهر المتور مختالًا بأنه يوزع الصحيفة..

كان رجلًا هادئًا، ظريفًا، خلوقًا، مؤدبًا، ليس له أعداء كما يقولون..

كان يومها الأستاذ الزرقة مديرًا عامًا للمؤسسة، وعبدالجليل أحمد محمد الزريقي مديرًا للشؤون المالية، كان الزرقة وعبدالجليل أحد عناوين النزاهة، فلم تمتد أيديهما إلى المال العام، وذلك كان يستدعي أن يكون الزريقي صارمًا، وقد كان، لكنه خارج المؤسسة ذلك الإنسان الودود..

علي محمد الجبري
علي محمد الجبري (أرشيف معالج بالذكاء الاصطناعي)
علي محمد الجبري شهادة تقدير
علي محمد الجبري شهادة تقدير

عند باب المؤسسة التقاه المساح:

كيفك يا جبري؟

بخير يا أستاذ

أيش تفعل هذه الأيام؟

قدك داري بينوزع الصحيفة

من تحب يا جبري؟

أحب الزرقة

ومن تكره يا علي؟

أكره عبدالجليل

المؤسسة يومها كان مقرها في بيت التويتي، بجانب التجارة الخارجية، أمام سور القيادة، ومطابعها في دكاكين رابع عمارة على نفس الخط..

نشرت اللحظة أو من عين الكاميرا، صباح اليوم التالي، لتشتعل المؤسسة، ويصرخ الزرقة باحثًا عن الجبري، لنتدخل كلنا وتهدأ الأمور..

أقبل موسم الحج، دخل الجبري إلى المدير العام..

ما لك يا علي؟

أشتي أروح أحج، أسألك بالله لا تحرمني..

وكان له ما أراد.

ذهب ولم يعد.. تاركًا في ذاكرة صدئة اسمه ودوره..