إنهيار جدار ساند في الطريق التي تربط مذيخرة بتعز.. الأمطار الغزيرة تقوض منزل أسرة في «المنظر الأسفل»

إنهيار جدار ساند في الطريق التي تربط مذيخرة بتعز.. الأمطار الغزيرة تقوض منزل أسرة في «المنظر الأسفل»

- إب - أبراهيم البعداني
ظهيرة الاربعاء الماضي (آخر أيام شعبان)، كان قاسم الجبري مع أسرته في منزله المتواضع بمدينة إب، يتهيأون لإستقبال الشهر الكريم، حين كانت حارة «المنظر الأسفل» تشهد هطول أمطار غزيرة تكاد تجرف الحارة بساكنيها.
عشرات المواطنين هرعوا مسرعين الى خارج منازلهم فيما الجبري لم يستطع مغادرة القدر المحتم الذي كتب عليه إنتظاره.
جدار بطول 15 متراً هو الموعد الذي كان ينتظره الرجل وطفلته لينهار على منزلهم فيصيبهم ويدمره.
اصابات الأب كانت بسيطة قياساً بإصابات طفلته الصغيرة، فالأول جرح في قدميه، أما الطفلة البريئة فكانت إصاباتها بالغة حيث تعرضت لضربات قوية في الرأس نتج عنها نزيف داخلي في دماغها.
عندما سمع الجيران صوت انهيار الجدار، هرعوا مسرعين لإنقاذ أسرة الجبري وانتشالها من تحت الأنقاض التي خلفها الجدار. كان المنزل مدفوناً بالأحجار والأتربة. وأخرجوهم من نوافذ المنزل. نجا بقية الأسرة لكنهم أصيبوا بذعر شديد من هول الكارثة التي لحقت بهم.
مساكن مائلة في الحارة نفسها تهدد ساكنيها بالاطاحة بهم، فهي على وشك السقوط جراء الأمطار والسيول التي تتجمع بجانب المنازل لعدم وجود مصارف أو شبكة مجاري.
وذكر عديد مواطنين لـ«النداء» أنهم أبلغوا الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية ساعة وقوع الإنهيار؛ إلا أنها لم تعرهم أي اهتمام، أو تقديم المساعدات للمتضررين، معتبرة ذلك «قضاء وقدر».
وزادوا أن المجلس المحلي وعدهم عشرات المرات، خاصة قبل الانتخابات، أنه سيولي هذه المنطقة الأولوية من حيث تقديم الخدمات الأساسية لها من مصارف للمياه وشبكة مجاري.
واكد هؤلاء أنه لم يتحقق شيئ من ذلك، رغم أن منازلهم معرضة للسقوط وحياتهم للموت. وعبروا عن استيائهم وتذمرهم من تخاذل السلطات المحلية.
من جهة أخرى انهار الجدار الساند للطريق الاسفلتي الجديد بمديرية مذيخرة الأسبوع الماضي، والذي يربط بين محافظتي تعز وإب ويقدر طوله بمائة وخمسين متراً وإرتفاع 12 متراً، وذلك قبل إكتمال بنائه أو تسليمه من قبل الشركة المنفذة.
وحسب اعضاء في محلي مذيخرة فإن تكلفة بناء الجدار بلغت اكثر من 40 مليون ريال.
وأرجع الأعضاء سبب الإنهيار، إلى عدم التزام الشركة المنفذة بالمواصفات الموضحة في بنود الإتفاق الذي أبرم بين الشركة ووزارة الأشغال، فقد لاحظوا عدم وجود مادة الأسمنت في اجزاء متفرقة من الجدار وتقليصها في مواضع اخرى، متهمين مكتب الاشغال العامة والطرق بالتلاعب في تنفيذ المشاريع، بطرق عشوائية ومخالفة للمواصفات وإخفاء مخصصات تنفيذ شبكة المجاري وغرفة التفتيش- بمبلغ تسعة ملايين و ستمائة الف ريال حسب الاتفاقية الموقعة بين المكتب وشركة، الطهيفي- والإكتفاء برفع تقرير إلى المكتب التنفيذي للمحافظة بإستكمال عمل شبكة المجاري وغرف التفتيش.