أوسمة سبتمبر في مايو!

غريب أن يوزع رئيس مجلس القيادة (الشرعية المفترى عليها) الأوسمة والنياشين باسم ثورة 26 سبتمبر في شهر مايو!
في حال انتابته نوبات ذعر في ذكرى 22 مايو (العيد الوطني للجمهورية اليمنية) ألم يكن الأحرى به أن يتحاذق ويؤجل مبادرته السخية إلى شهري سبتمبر وأكتوبر؟
واقعة غريبة لمن لا يعرف حقيقة الوضع في اليمن وفي عدن خصوصًا، فالمدينة تسكن فوق بركان من الغرابات منذ تحريرها في صيف 2015 من تحالف مليشيا الحوثيين والرئيس الأسبق صالح.

حديث الغرابات طويل، وفيه الكثير مما يثير الحزن، والقليل مما يبعث على الضحك!
المقام ليس مقام ضحك، وإن كان ضحكًا كالبكاء، بل هو مقام التعجب، خصوصًا وأن قائمة المكرمين تضم اسم محمد قحطان!
فالرجل مختطف (أسير) لدى الحوثيين منذ مارس 2015. والواجب، أولًا، الكشف عن مصيره وتحريره، ثم يكون تكريم.

إن مأساة الرجل وأسرته، ومعه عشرات الآلاف من ضحايا الحرب الأهلية في اليمن، تتصير ملهاة على أيدي سياسيي اللحظة الراهنة، فعوض بذل الجهد من أجل "إنهاء انقلاب الحوثيين" سلمًا أو حربًا، كما أعلنوا في 7 أبريل 2022 (يوم أن تم تعيينهم من قبل الأشقاء في الرياض)، ينغمسون في حركات تعويضية معيبة تستهين بالإنسان، وتتحايل على المواقيت!