صنعاء 19C امطار خفيفة

قضية الجنوب في مهب عدوانية الإمارات ومناطقية مرتزقتها!!

(1)
يدرك الإقليم، ومعه المجتمع الدولي، أن الجنوب منذ العام 2017م، وهو عام (زراعة مليشيا جماعة الانتقالي) في الجسد الجنوبي المثخن بجراح الصراعات، يعيش حالة صراع اجتماعي وسياسي تضع هذه البقعة الجغرافية الهامة على شفا السقوط في صراع داخلي لا أحد يتوقع نهاياته، أو يستطيع إيقافه والحد من توسعه!!

(2)
كل الشواهد على الأرض اليوم، من المهرة إلى باب المندب، تؤكد أن الجنوب وقضيته باتا يتم تهيئتهما ليكونا خنجراً بيد دولة الإمارات ومرتزقتها، مليشيا الانتقالي، في خاصرة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وبقية دول المنطقة الرافضة للتوجهات الإماراتية الشاذة في المنطقة!!

(3)
عندما نبهنا من خطورة جعل قضية الجنوب قاربًا للوصول إلى شاطئ الوظيفة الحكومية والاستئثار بإمكاناتها وامتيازاتها تحت مسمى (الشراكة)، كنا نعي جيدًا أن الثمن المدفوع أكبر بكثير من قيمة البضاعة المشتراة. فالصفقة التي تقوم على أساس (القضية الوطنية مقابل الوظيفة) لا شك أنها صفقة خاسرة!!

(4)
حديث مليشيات الانتقالي عن إعلان دولة الجنوب في هذا التوقيت، وهذه الظروف، يشبه كثيرًا حديث أصدقائهم الصهاينة عن الانسحاب من غزة، وهو بمثابة الأفيون الذي تنثره المخابرات الإماراتية في أجواء الجنوب لتحمله رياح مرتزقتها، وتلوث به صفاء التصالح والتسامح الجنوبي، وتُخضع به رقاب المتعصبين مناطقياً والباحثين عن مصادر دخل يواجهون بها حالة الفقر التي أنتجتها عقلية المليشيات الكسيحة في عدن وما حولها. وستبقي ذلك هدفاً مؤجلاً ينتظر نضوج حساباتها، التي لن تنضج في جنوب يرفض التبعية والخضوع ويؤمن بعدالة قضاياه العربية!!

(5)
مثلما جاءت النتائج كارثية لذهاب طغمة 13 يناير 86م منفردة إلى وحدة 22 مايو 90م، ستأتي أيضًا النتائج كارثية لذهاب أي طرف جنوبي آخر منفرداً في أي خطوة قادمة. ولهذا، وجب التذكير في خضم هدير صوت التطبيل والتعبئة السلبية والعبط السياسي، الذي طغى على صوت التدبر والاحتكام للعقل في الجنوب!!

(6)
حشد المباركات والتأييد خارج القناعات الوطنية فعل غير ناضج سياسياً، ويؤسس لصراعات جنوبية مستقبلية لا تنتهي، ويمثل سلوكاً غير سوي سياسياً واجتماعياً يضع عرابيه في موضع من يكذب ويسرف في تصديق أكاذيبه. فتزوير الإرادة واغتصابها فعل ذاق الجنوبيون مراراته حين منحوا جل أعمارهم للثأر لتلك الاغتصابات، وانشغلوا بها عن بناء واستقرار الوطن!!

(7)
لم يشهد التاريخ ثورة تقيم شراكة مع من تصفه بالمحتل إلا في مرحلة تصدر المعتلين نفسًا وأخلاقًا للواجهة، وفي زمن انقلاب المعايير وانفلاتها، وتحويل الارتزاق والتبعية إلى نضال وتضحية. ولن تنتصر أهداف ثورة يختطفها المتاجرون بتضحيات الشهداء، والمرتهنون للخارج، والواقفون على أبواب صغار ضباط المخابرات الإقليمية.

(8)
إن كانت هناك إيجابية لما تمخضت عنه الأوامر الإماراتية لأدواتها الانتقالية المناطقية في تحركات حضرموت، فإن تلك الإيجابية تكمن في الإقرار علنًا بهشاشة ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، وإثبات صحة ما كنا نذهب إليه بأن هذا المجلس يمثل خطأ سياسيًا استراتيجيًا حان الوقت لتصحيحه كأول خطوة في مضمار معالجة تداعيات الجريمة الإماراتية التي ارتكبتها بأيدي مرتزقتها في حضرموت والمهرة، ووضع حد للهيمنة الإماراتية في اليمن!!

(9)
ستسحب الإمارات مسلحيها في مليشيا الانتقالي من المناطق الشرقية، إن لم تكن فعلاً قد بدأت الانسحاب، وستقدم تنازلات أكبر سيدفع فاتورتها أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة. وستنحصر، كالعادة، مطالب المليشيات المناطقية على توفير المبررات لتلك الانسحابات والخسائر، لتستمر في استغفال موظفيها وأتباعها، والسخرية منهم، وتهيئتهم نفسيًا وجسديًا لخوض المزيد من جولات الخيبة والخسران!!

الكلمات الدلالية