وبثقة مطلقة نقولها إن فنوننا ذات تنوع كبير، والشواهد على ما نقول هي كثيرة.

ففنون المشقاص لم تغب عن المشهد الفني منذ فترات بعيدة، إذ إنها حاضرة حضورًا غير عادي، بل حاضرة بقوة، بحكم ما لها من ملكات التواجد والحضور في ذلك من الإرث التراثي الكبير.

فإن عدنا بالذاكرة لعقود طويلة من الزمن، سنجد أن هذه الفنون -أي فنون المشقاص- كانت السباقة في مسار الأغنية الحضرمية، وأن كثيرًا من أغاني تلك الفترات البعيدة أتت من هذه الفنون، وهي من تراث أرض المشقاص، ومنها ما يحضرني هنا من تلك الأغاني القديمة "أنا وخلي تراضينا وقسمنا الهوية بخيره، والذي ما تراضوا خل بوهم يشربون العيق وسيول سمعون"، وهذه للمعلومة صدح بها ناشر الأغنية الفنان الراحل محمد جمعة خان.

كذلك هذه الأغنية القديمة التي شنف بها آذاننا الفنان الكبير الراحل أبو بكر سالم، والتي أحد أبياتها يقول: "بعض الميادين فيها رويله، وخيول زينه وكلين يعرض بخيله".

هذا نزر يسير وشيء قليل لأني اكتفيت بما أمامي وما هو معروف للكثير، أما لو أني كثفت البحث عن علاقة تراث المشقاص بالأغنية الحضرمية، فسأجد أغاني كثيرة مأخوذة من تراث وفنون المشقاص.

وبعد هذا أحب أن أوجه مناشدتي الصادقة لأخينا الشاب المايسترو محمد القحوم، كونه أصبح شخصًا مؤثرًا على الساحة الفنية، وأكثر شخص أظهر مدى حبه وإخلاصه الكبير في نقل فنوننا الحضرمية واليمنية نقلة كبيرة، وفي مساحات كبيرة في كل أرجاء الوطن العربي، حتى ظهرت للناس بما يليق بها من الظهور.

أخي محمد؛ فنون المشقاص ليست ببعيدة عنك، وسبق لنا التواصل معك أكثر من مرة في الاقتراب من هذا الفنون، وقطعت الوعد لنا بأن تجعل هذه الفنون محل اهتمامك، وثقتنا فيك لم تتغير أبدًا، بل هي ثقة كبيرة.

شخصيًا، سأظل في تواصل مستمر معك حتى أرى بأم عيني مبدعي فرقتك الرائعين مثلك وهم يمتعوننا بفواصل إبداع أناملهم ببعض فنوننا المشقاصية.

ولن يهدأ لي بال إلا وفنون المشقاص تغنى في المسارح الكبيرة، وهذا أقل واجب مني تجاه بلدي وأرضي أرض المشقاص.

أخي محمد، مثلما قلنا بعاليه، فنون المشقاص في انتظارك، ونحن بالمثل في انتظارك، فما عليك إلا تحديد الوقت المناسب لإدراج فنوننا في أعمالكم القادمة.

ومتى ما حصل هذا الشيء، أي إدخال فنوننا في أعمالك القادمة، فهنا تأكد أن الفرحة ستعم أماكن كثيرة، وأول هذه الأماكن المشقاص بجغرافيتها الكبيرة، لأن فنون المشقاص تمتلك الألحان الجميلة والأشعار العذبة، وهذا ما جعلنا أكثر إلحاحًا عليك في تقديمها والاعتناء بها.