طفولة على الرصيف
صورة رمزية انشأت بالذكاء الاصطناعي
إهداء: إلى الذين كبروا قبل أوانهم...
في اليمن...
الطفولةُ ليست ضحكة،
بل جرّةُ ماءٍ تُحملُ على الرأس،
منديلٌ يُباعُ عند الإشارة،
أو بندقيةٌ...
أقصرُ من طولِ صاحبِها قليلًا.
في اليمن...
الطفلُ لا يرسمُ شمسًا،
ولا قمرًا،
ولا شجرة،
بل يرسمُ بيتًا يُقصف،
ودمًا على دفترٍ ممزّق.
************
في المدارس...
السبورةُ سوداء،
لكنها لا تكتبُ التاءَ والثاء،
بل أسماءَ الشهداء.
والدفاترُ لا تُملأ بالحروف،
بل بالدموع.
في الملعب...
لا يركضُ الأطفالُ خلفَ الكرة،
بل يركضونَ خلفَ الخوفِ والصمت.
وفي الأسواق...
لا يشترون الحلوى،
بل يبيعون ألوانَهم للنهار.
************
طفلٌ من زبيد،
يحملُ على ظهرِه قواريرَ منسيّة،
يمشي خلفَ ظلِّ الخبز،
ويبيعُ تعبَ الطفولة،
بثمنٍ لا يكفي لابتسامة.
وطفلٌ في لحج،
يبيعُ كيسًا من الثلج،
ليشتري دواءً لأمّه.
*وطفلةٌ في تعز،*
تحملُ أخاها على ظهرِها،
وتغنّي له:
"نمْ... فالحربُ لن تنام."
***********
وفي عدن،
طفلٌ يكتبُ على الجدار:
"أريدُ أن أكونَ طبيبًا"،
ثم يمسحُ العبارة،
ويكتبُ بدلًا منها:
"أريدُ أن أعيش."
*أريدُ أن أعيش.*
**********
أمشي في شوارعِ الطفولة،
فلا أرى أرجوحة،
ولا أسمعُ ضحكة.
كلُّ شيءٍ مكسور،
حتى الدُّمى...
تنامُ على الأرصفة،
بلا عيون،
بلا أذرع،
كأنها تشبهُ أصحابَها.
**********
ثم...
أنظرُ في المرآة،
فأرى طفلًا في عيني،
يرتجف،
يمدُّ يدَه إليّ،
ويهمس:
"خُذني إلى مكانٍ
لا يُقصفُ فيه الحُلم."
**********
أُغلقُ عيني،
أُحاولُ أن أهرب،
لكنَّ الصوتَ يُلاحقني:
"لا تهربْ...
فالطفولةُ هنا،
والكابوسُ... بدأ منذ زمن."
منذ زمن...
منذ زمنٍ يا إبراهيم...
لكنك كنتَ تُصفّقُ للـ...
وتُغضّ الطرفَ عن...