الجنوب وطن لكل أبنائه.. والجماعات وطن للمستفيدين منها!
(1)
طغيان فكرة التسابق على الجنوب عند البعض الجنوبي واستسلامهم للوساوس القهرية لتلك الفكرة تمثل المحرك الأول الدافع إلى تقديمهم المزيد من التنازلات الضارة بالجنوب وقضيته. وهي أيضًا من تدفع هؤلاء البعض إلى الهروب من واقع فشلهم إلى خطوات غير مدروسة ولا محسوبة العواقب، تضع مستقبل الجنوب وقضيته على طاولة المقامرة المرتهنة لاحتمالية المكسب العائد على أولئك البعض وجماعاتهم ومن يحركها من خارج حدود الوطن، أو الخسارة التي لن يتحمل أوزارها إلا الشعب في الجنوب وقضيته!
(2)
لا يريد هؤلاء البعض وأتباعهم من المُستغفلين التسليم بحقيقة أن الجنوب أكبر من الجماعات المناطقية والأحزاب الفئوية، وأكبر من الشخوص. تلك الحقيقة التي يحاولون الهروب من مواجهتها من خلال ربط الجنوب وقضيته بقاطرة جماعة لا تعرف بعد إلى أين تذهب، وفي أي محطة يأمرها كفيلها بالتوقف فيها!
(3)
من الجرائم الكثيرة والكبيرة التي ارتكبت بحق الجنوب وأهله، جرائم ربط هذا الجنوب بالأحزاب والجماعات التي رهنت نفسها للخارج ووضعت قضية الجنوب في آخر اهتماماتها. وأعتقد أن الثورة إذا لم تحمل راية معركة وقف هذه الجرائم ووضع الجنوب على أول طريق السلامة من تكرارها، فإنها تفقد رسالتها ومصداقيتها، وبالتالي تصبح عبثًا!
(4)
رفض التبعية لجماعات الارتزاق المناطقية لا يعني بالضرورة رفضًا للجنوب وقضيته، فالجنوب لكل أبنائه، والجماعات بكل أشكالها وتوجهاتها للمستفيدين من خيراتها. ومن يحاولون اليوم الركوب على تضحيات الجنوبيين للوصول إلى غايات تعيد الجنوب إلى ماضيه التصارعي، سيصطدمون بشرائح المجتمع الجنوبي الواعية، ولن يستر قبح غاياتهم خلق بؤر الفوضى وصناعة الضجيج هنا أو هناك!
(5)
شراء الأصوات واستغلال الظروف المعيشية للناس وحشرهم في الساحات لم ولن يكون معيارًا سويًا يعبر عن الإرادة الحقيقية للناس. ولو سلمنا لهذا المعيار الشاذ والقائم على جاهلية متأصلة، لوجب علينا الاعتذار للرئيس علي صالح وإعادته إلى كرسي الحكم لأنه أكبر من حشد وجمع، ويليه عبدالملك الحوثي الذي ما زال يحشد الملايين كل جمعة وليس مع كل سقطة يتعرض لها!
(6)
نعيد ونكرر للمصابين بفيروس التسابق على الجنوب أن طريق تخلص الجنوب من أدران ماضيه التصارعي وانتصار قضيته العادلة يبدأ من الحجر الصحي على ضحايا هذا الفيروس وتطهير القضية الجنوبية من دنس الارتزاق، ومن تطفل المتسلقين والأفاقين، وانحدار أخلاقيات تجار الحروب، وأسرى التفكير والسلوك المناطقي المتخلف!
(7)
سيبقى الجنوب وطنًا حرًا بعزة أبنائه، وعلو همتهم، وشموخ كبريائهم، ولن يعود كما يريد له البعض حظيرة يتناحر أبناؤه خلف أسوارها، وستذهب جماعات الارتهان اليوم أو غدًا إلى أحضان من هتك ويهتك كرامتها كل يوم، ومن لا يرى فيها إلا بنادق للإيجار!
* صفحة الكاتب على فيسبوك