صنعاء 19C امطار خفيفة

يا حضرموت اسلمي

يا حضرموت اسلمي

مشهد الصورة لواجهة أحد مداخل بلدة الهجرين التاريخية في وادي دوعن حضرموت، والواقعة على سفح المرتفع الصخري المشرف على مدخلي الوادي الأيمن والأيسر.

تذكر المصادر أنها هي ذاتها بلدة دمون القديمة، أو أنها جزء منها، التي كانت حاضنة الشاعر الشهير امرئ القيس، ومن أهم مرابع صباه في وادي حضرموت من مملكة كندة. حيث كان يمضي نهاره في سباق الخيل وصيد الظباء، وليله بين قريض الشعر واللهو مع أصحابه وصاحباته (على أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن ما ذكر في سيرته وأشعاره عن خدر عنيزة ودارة جلجل ومعابثاته مع صبية الغدير التي أخفى ملابسها ليجبرها على القدوم نحوه عارية، إنما كانت في دياره النجدية).
هنا قال امرؤ القيس قوله الشهير، للرسل الذين قطعوا عليه أمسية لهوه لينقلوا إليه خبر مقتل والده الملك حجر بن عمرو. قال لهم بعد أن أكمل لعبة النرد:
منتجع حيد الجزيل
"ضيّعني صغيرًا، وحمّلني دمه كبيرًا لا صحو اليوم، ولا سكر غدًا. اليوم خمرٌ وغدًا أمر".
بالعودة لوقتنا الحالي، فقد أقام أهالي دوعن منتجعًا جميلًا يطل على البلدة، هو منتجع حيد الجزيل.
استوحى مهندس المنتجع تصميمه العمراني من واقع البيئة الدوعنية الحضرمية العريقة (انظر الصورة).
ويؤكد نزلاؤه من الزوار، أنه زاخر بلمسات دافئة في جماله الداخلي للغرف والأروقة وزوايا الدواوين والمسبح.
وعلى أية حال، ليس في المنتجع خمر ولا أمر، بل انتجاع واستمتاع بالطبيعة في وادي دوعن الذي يروي زائره من طيب الأنسام، ومن العسل المصفى في صيانيه.
فيا أيها الزائرون؛ إن أردتم خمرًا ما عندناشي، وإن أضمرتم أمرًا فباطل ما أضمرتم. وإنما أهديكم حكمتي الحضرمية التي أفاخر بها الدهر، وهي مزاج متقن بين لين الطين وصلابة الصخر. فهنيئًا لمن استساغ مزاجها!

الكلمات الدلالية