حضرموت ومتغيرات اللحظة
أن ما تمر به بلادنا الآن من المتغيرات المتسارعة في خطاها، هي فوق كل التصورات وكل الاحتمالات التي تتقاذفها أفواه البشر.
وحتى ما يظنه ويعتقد به كثير من الناس، هو كذلك فوق كل التكهنات. ما يقوم به الناس ما هي إلا استنتاجات قد تصيب هنا، وقد تخيب هناك.
فما يحصل ليس بمقدور أحد أن يعرف مآلاته القادمة، لأن جميع المتغيرات الحاصلة أتت في وقت متقارب جدًا.
وهذه السرعة الجنونية في هذه المتغيرات هي التي تحجب وتمنع الاستنتاجات والتكهنات، فبين ساعة وأخرى تأتي الأخبار التي تلغي ما قبلها من أخبار.
الشيء الصحيح أن هذه المتغيرات حتمًا ستقضي إلى ظهور شيء ما، وهذا الشيء الذي بات البحث عنه متواصلًا من الجميع.
نحن هنا في حضرموت ليس لدينا أدنى خوف مما يحصل، وما يبعد هذا الخوف وكل التوجسات هي الأخرى أشياء كثيرة، وهذا شيء بسيط مما يجعلنا أكثر أمانًا وطمأنينة، أي أن البلد يدار بأيدٍ خارجية (الفصل السابع) والإخوة في دول التحالف.
أيضًا هناك العصا، عصا الرباعية والمجتمع الدولي، وكل هؤلاء مازالوا موجودين بقوة، وهم بأيديهم كل شيء، وإن تم الاتفاق على أي حل لخروج البلد من هذا النفق المظلم وهذا المستنقع الآسن، فنحن الحضارم لسنا خاسرين، بل أول المستفيدين من هذا الحل، فكل الطرق تؤدي إلى حضرموت، وأنتم فسروها على ما بدا لكم من تفسير.
ما نطلبه هو إيجاد الحل العادل لكل أبناء البلد، ونحن أول المباركين والفاعلين لإنجاحه.
عليهم أن يصدقوا النوايا، فسيلاقوننا جنبًا إلى جنب معهم، لترجمته الترجمة الواقعية.
ولنا أن نفتخر بأننا دعاة السلم والأمن والأمان، ومن هنا ومن صلب أرضنا خرجت رجال، وصنعت الفوارق، وحققت النجاحات في أعمالها المتنوعة.
إخوتي أبناء حضرموت، كونوا على يقين من أنكم منتصرون لأنكم أصحاب حق، وطالبتم بحقوقكم، وعرف الكل بمطالبكم.
وكونوا مطمئنين من أن جميع حقوقكم ستعاد لا محالة.
فهناك رجال عاهدوا الله وعاهدوكم على استرجاع هذه الحقوق التي أخذت منكم عنوة في غفلة من الزمن.