صنعاء 19C امطار خفيفة

علي مكنون الإنسان

علي مكنون الإنسان
علي مكنون

علي مكنون ابن حارة اليمن بمدينة الحديدة. بحري، وأبوه مكنون بَحَّار. كان من كبار «النواخيذ»، ويمتلك العديد من «السَّنَابيق».

كانت السنابيق في النصف الأول من القرن الماضي الوسيلة الوحيدة للاصطياد، والتنقل والسفر، ونقل البضائع. وبعد إنشاء ميناء الحديدة، تعطل عمل السنابيق؛ فعمل والده كمندوب عُمَّال.

التحق علي بـ«مدرسة النور» الابتدائية، ثُمَّ «مدرسة الوعي التربوي». وفي أول ثانوي عَمِل مُدَرِّسًا في المدارس الابتدائية، فكان يَدْرُس وَيُدَرِّس؛ شأن زملائه جابر علي أحمد، ومحمد قفلة، وفيصل سعيد فارع، وعبد الله دحمان، ويحيى عَلَّانَه. وبعد الثانوية حصل على منحة بجامعة دمشق، وكان مع عبدالرحمن حسن مسؤولين عن توحيد فصائل اليسار بمدينة الحديدة.

عَلي مكنون من البسطاء الذين "يمشون على الأرض هَونًا، وإذا خاطبهم الجاهلون قَالوا سلامًا".

لعدة شهور أطلب منه نبذة عن طفولته للكتابة، ولكنه، وبتواضعٍ جَمّ وَخَجلٍ شديد، يمتنع عن تدوين شَيءٍ مَنْ حَياته.

هذا البطل الحزبي المنسي -الذي ينسى نفسه قبل أن ينساه حزبه- كانَ أنشطَ كوادر «الحزب الديمقراطي الثوري»؛ حزب العشرات والمئات في الحديدة وسائر مناطق تهامة.

لَمْ يَتباهَ علي مكنون أو يدعِ، ولم يأخذ حَتَّى جُزءًا بَسيطًا من حقه كمناضل حزبي، أو كادر وظيفي. فقد اعتقل، وعندما أعيد إلى وظيفته، وُضِعَ بمكان لا يَمُتّ له بصلة، وبراتب زهيد، وكموظف مستجد.

لا يتكلم علي مكنون عن نفسه. فقد اعتقل في سوريا مع بعض رفاقه: علي محمد زيد، والفنان جابر علي أحمد، وَتَعرَّضَ للضرب، والتعذيب، والاعتقال المتكرر كجزء من انتمائه القومي، وُطُرِدَ مع رفيقه جابر من سوريا.

كان علي مكنون في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في «منظمة الحزب الديمقراطي» في تهامة، ولعب دَورًا في توحيد فصائل اليسار (حزب الوحدة الشعبية)، وَمِنْ ثَمَّ «الحزب الاشتراكي».

علي مكنون من المناضلين الأوفياء الصادقين أَخلصَ لانتمائه الوطني، والتزامه الحزبي، وَدَفعَ الثَّمنَ وَطنيًّا وَقَوميًّا.

رَبَّى أولاده وَعَلَّمَهُمْ على القيم والأخلاق، وحب الوطن والناس. قُتِلَ ابنه مجد، وهو يسعى للصلح بين آخرين.

فَلهُ الوُدُّ والتحية والإعزاز.

الكلمات الدلالية