صنعاء 19C امطار خفيفة

مناشدة وطنية

إلى تجار الوطن أصحاب الضمائر والنخوة

تصرّ جماعة أنصار الله، هداهم الله، على أن ترى الوطن بعين واحدة؛ عين تُصنّف كل من يخالف رؤيتها بأنه خائن أو عميل يستحق العقاب. ليست المشكلة في اختلاف الرؤى، فهذا أمر طبيعي بين أبناء الوطن الواحد، بل في رفضهم لوجود رؤية أخرى لا تتسق مع ما يعتقدونه ويعملون عليه خلف الأبواب المغلقة ويسقطونها واقعا على الارض دون إعلان صريح للناس:

هذه هي رؤيتنا للدولة... وهذا هو مشروعنا للوطن!

لكنهم لا يعلنون ذلك لأنهم يدركون أن غالبية اليمنيين لن يقبلوا به، ولذلك يجد كل مخالف أمامه خمسة أجهزة أمنية وعسكرية تترصده. وهكذا يجد الشعب نفسه بين مطرقة نفوذ الجوار المتغوّل، ومطرقة أنصار الله في الداخل. في تخادم مريب.
وقد اشترطت الجماعة ضمانة تجارية لإطلاق سراح مفكر يمني عتيد، وقامة وطنية كبيرة، ومربٍّ خرّج أجيالًا، وعالمٍ جليل أفنى عمره في خدمة المعرفة وبناء الإنسان. كما اعتُقل معه رفيقاه في مسار التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية؛ ذلك المسار الذي حاول أن يطوي صفحة الحرب بكل قتامتها ودمويتها، بعد أن دمّرت كل شيء ودفعت الشعب إلى حافة الحياة.
هؤلاء الرجال لم يحملوا سلاحًا، لم يطلبوا سلطة، ولم يسعوا إلى مكسب شخصي. كل ما أرادوه هو أن يُخرجوا وطنهم من الموت إلى الحياة، ليبلغ المكانة التي تليق بكرامة الإنسان اليمني.
ومع ذلك، اعتُقلوا ظلمًا وجورًا، وفي مقدمتهم رجل بلغ من العمر سنًّا لا يحتمل فيه مرارة القهر ولا عبء الانتظار خلف القضبان.
فهل من تاجر وطني نبيل، شجاع وكريم، يمدّ يده ضامنًا؟
ضامنًا لحرية رجل حمل اليمن في فكره وضميره.
ضامنًا لقيمة أخلاقية قبل أن تكون إجراءً إداريًا.
ضامنًا حتى لا يُقال يومًا:
إن في هذا البلد غاب المعروف... وضاعت النخوة.
أما آن لهذا الشعب المظلوم والمقهور الذي أثقله الجوع ومرارة العيش وانكسار الكرامة...
أما آن له أن يرتاح؟
* دبلوماسي وبرلماني وسفير سابق
(وتلميذ في مدرسة العودي والعلفي الوطنية)

الكلمات الدلالية