حضرموت بين الأشرار والأخيار
لا أعتقد بل أجزم القول واثقًا إنه لا يوجد حضرمي (أصيل) يرضى ويرتضي لنفسه أن يكون خدمة لأعداء حضرموت. وما بين القوسين هم الاستثناء، وهم محل ثقتي وثقة الكثير بهم.
لأن بعض حضارم اليوم نسوا أصالتهم إن كانوا أصيلين، وباعوا حضرميتهم إن كانوا حضارم أقحاح، بحفنة قليلة من زاد الدنيا الزائلة.
هؤلاء هم الأشرار، وهم بطبيعة الحال موجودون في كل زمان ومكان، أو كما نقول في مثلنا الشعبي الشائع: "كل طعام بغشرها"، وهم غشر طعامنا وهم شوائب زمننا هذا.
اليوم كما ترون ويرى العالم من حولنا المعركة الحضرمية المصيرية التي يقودها من هم نقيض للأشرار، أي الأخيار، وياما أكثرهم.
فهؤلاء الأخيار واضحة رؤاهم، وأفكارهم صائبة، وأثبتت الأيام أنهم بالفعل لهم طموحات تلبي رغبات جميع الحضارم، ولم نرَ منهم تزحزحًا وتقلبات، بل مثلما بدأوا مستمرون، وعلى نهجهم سائرون.
هؤلاء الأخيار من فضلوا عيشة التواضع، وتركوا ملذات العيش، وكل هذا من أجل من؟ بالتأكيد الجواب معروف.
إنه من أجلنا وأجل أجيالنا القادمة التي لا نرضى لها أن تعيش ما عشناه من أوضاع قاهرة ومحبطة حتى انحنت ظهورنا وخارت قوانا مع الظلم المتراكم علينا.
وبما أن حضرموت ولادة للقادة والرجال المخلصين، فها هم الأخيار كما نشاهدهم في سعيهم وخطواتهم المتسارعة لإنجاز هدفهم المرسوم، والذي لا يتعارض معه أبناء حضرموت، فالكل أجمع على صواببة هذا المسعى وهذه الخطوات الشجاعة.
إن ما يحصل هنا وهناك من الزوبعات المضادة، فهي فاشلة أمام اتفاق وإجماع الحضارم على تخليص أنفسهم وإلى الأبد مما حل بهم.
ومن يظهرون أنفسهم اليوم كمضادين، بل هم في حقيقة الأمر أعداء حتى وإن كانوا حضارم.
فكيف يسمحون لأنفسهم بالتقليل والاستهانة بالحقوق الحضرمية.
هذه الحقوق التي وجب عليهم أولًا وأخيرًا الاعتراف بها كحقوق مشروعة.
وكيف ارتضوا مع إصرارهم العجيب المريب أن يكونوا في صف أعداء أهلهم وذويهم.
وحضرموت وأبناؤها الأخيار باقون، وهم زائلون مع من دفع بهم. والوقت كفيل بأن يظهر كل شيء.