الحرب قادمة ولا فرصة لـ"الصبر الاستراتيجي"!
قرار حزب الله اليوم بيد الدولة اللبنانية في عهدها الجديد، لا بيد القيادة الإيرانية كما يدعي الخصوم والأعداء، بدليل أن حزب الله ـ رغم كل الضربات الصهيونية التي توجه إليه اليوم وإلى لبنان عمومًا، ومنذ وقف إطلاق النار ـ يرفض الرد عليها إلا بإذن الرئاسة والحكومة والجيش اللبناني، وإذا ما وافقا فسيرد حزب الله بكل اقتدار كما عهدناه.
أما الآن فلا يزال الحزب يطالب من الدولة اللبنانية وقف العدوان الصهيوني عليه وعلى لبنان، وإخراج جيشها المحتل من الأرض اللبنانية، وإطلاق ما لديه من أسرى لبنانيين.
وإذا نجحت الدولة في مساعيها فلا بأس بالحوار من أجل تسليم سلاحه للجيش اللبناني، في ظل استراتيجية دفاعية مشتركة يتفق عليها اللبنانيون، وعبر الجيش نفسه لا عبر المليشيات الحزبية.
ولكن هل تنجح الدبلوماسية اللبنانية؟ الجواب هو أن الدولة حتى الآن عاجزة، ولا يبدو أنها ستنجح في القريب في عمل أي شيء بالدبلوماسية، خصوصًا والعالم يتجاهلها تمامًا، بل ويضغط عليها للدخول في حرب أهلية مع حزب الله لنزع سلاحه بالقوة، تزامنًا مع توقيع اتفاق مع الكيان تحت النار، لن يكون سوى إذعان واستسلام!
وهو ما يرفضه حزب الله وأركان أساسية في الدولة اللبنانية والطوائف اللبنانية.
وأمام هذا الوضع الصعب والخيارات الأصعب للجميع في لبنان، تبقى الخيارات محدودة جدًا لدى الحزب ولدى الدولة أيضًا!
ويبقى الخيار الوحيد هو أن "للصبر حدود" كما يقال، إذ لا يمكن لحزب الله أن يبقى يتفرج حتى تتم تصفيته نهائيًا بالنقاط: كل يوم قائد يُغتال، وكل ساعة كادر ميداني يُحيّد، وكل يوم مخزن للعتاد يُفجّر ويحترق. وبالتالي فإن الحرب الشاملة قادمة يعني قادمة، وقريبًا جدًا، سواء رضي البعض بها أم لم يرضَ، هذا إذا لم تكن قد بدأت باغتيال أركان حرب الحزب الشهيد طبطبائي اليوم.
أيها اللبنانيون، ويا أيها العرب عمومًا:
دولة الكيان لم تعد تمنح لأحد، ولا حتى لنفسها، فرصة لما كان يقال عنه "الصبر الاستراتيجي"!
فماذا أنتم فاعلون؟