أطباء يمنيون يحذرون من فوضى صرف المضادات الحيوية دون وصفة طبية
حذّر أطباء يمنيون من الانتشار الواسع لعمليات صرف المضادات الحيوية في الصيدليات دون أي استشارة طبية، معتبرين أن هذا السلوك يفاقم المخاطر الصحية ويُسهم في تنامي مقاومة البكتيريا للعلاجات المتداولة.
وقال الدكتور أحمد الجويد، استشاري أمراض العظام والمفاصل، لـ«النداء» إن موسم الشتاء يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات الفيروسية والبكتيرية، ما يستدعي — وفق المعايير الطبية — إجراء فحوصات مخبرية دقيقة قبل تقرير نوع العلاج أو وصف المضاد الحيوي المناسب. وأضاف: «نحرص كأطباء على التشخيص السليم قبل وصف أي مضاد حيوي، لأن الاستخدام العشوائي يؤدي إلى نتائج عكسية حتى لو شعر المريض بتحسن مؤقت».
وأشار مختصون إلى أن عدداً من العاملين في الصيدليات ومخازن بيع الأدوية يواصلون صرف مضادات حيوية مباشرة للمرضى دون الرجوع للطبيب، وهو ما يعد ممارسة خطرة تنعكس سلباً على صحة المريض وعلى الصحة العامة في المجتمع.
وتُعرّف المضادات الحيوية بأنها أدوية مخصصة لقتل أو تثبيط نمو البكتيريا المسببة للالتهابات، مثل التهابات الجهاز التنفسي والمسالك البولية. ويختلف تأثيرها تبعاً لنوع البكتيريا، إذ تعمل بعض الأنواع على القضاء عليها نهائيًا، فيما يكتفي بعضها الآخر بإيقاف نمو الجراثيم لمنح الجهاز المناعي فرصة للتغلب عليها.
من جهته، دعا الصيدلي أبوبكر عبده زملاءه الصيادلة إلى التزام الضوابط المهنية في صرف الأدوية، مؤكداً لـ«النداء» ضرورة «العودة للطبيب المعالج وعدم الصرف العشوائي للمضادات الحيوية». كما نبّه إلى عادات خاطئة لدى كثير من المرضى، أبرزها عدم استكمال الجرعة المقررة، أو تجاهل المواعيد الدقيقة لتناول الدواء، سواء كان عبر الحقن أو الكبسولات.
وحذّر عبده في حديثه لـ"النداء" من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو سوء التعامل معها يؤدي إلى مشكلات صحية تتراوح بين إضعاف الجهاز المناعي وظهور التهابات معوية جديدة، وصولاً إلى اضطرابات نفسية محتملة.
ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، الذي يُقام سنوياً خلال الفترة 18–24 نوفمبر، بهدف رفع مستوى الوعي بمخاطر الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية والدعوة إلى اعتماد ممارسات صحية أكثر أماناً وفعالية.