صنعاء 19C امطار خفيفة

قراءة في زيارة الرئيس السوري "أحمد الشرع"  إلى الولايات المتحدة الأميركية

قراءة في زيارة الرئيس السوري "أحمد الشرع"  إلى الولايات المتحدة الأميركية
زيارة الشرع لامريكا ــ AFP

من الجدير بالذكر، أن زيارة الرئيس السوري "أحمد الشرع" إلى "واشنطن" يوم 9 نوفمبر 2025م تُعد زيارة تاريخية لرئيس سوري منذ انتهاء الانتداب الفرنسي على سوريا يوم 17 أبريل 1946م.

وقد تم استقباله من قبل الإدارة الأميركية بحفاوة بالغة، كما عقدت اجتماعات بين الرئيسين "أحمد الشرع" و"دونالد ترمب" بدأت باجتماع مغلق. وقد أفضت الاجتماعات إلى النتائج الآتية:

قبول سوريا على انضمامها للتحالف الدولي ضد داعش بهدف تسريع رفع العقوبات، وفتح أبواب الاستثمارات الأميركية والأوروبية. وفي هذا الشأن، أكد "دونالد ترمب" أن رفع العقوبات على سوريا سيعود بالنفع على الشعب السوري، واعتبر أن انضمام سوريا للتحالف الدولي ضد داعش عامل مهم لدمشق والمنطقة. في المقابل، كان رد الرئيس الشرع أن الجيش السوري بات الآن قادراً على مجابهة داعش.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس السوري أن الحل الأمثل لسوريا موحدة يكمن في إشراف القوات الأميركية بشكل مؤقت على دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في أجهزة الأمن التابعة للدولة. كما عرض رؤيته فيما يتعلق بالمصالح المشتركة، مع التركيز على الأمن والاستقرار، ورفع العقوبات الاقتصادية في محاولة لإعادة إدماج سوريا في المنظومة الدولية، معتبراً أن استقرار سوريا شرط لاستقرار المنطقة، ومؤكداً أن العقوبات المفروضة عليها تشل اقتصاد بلاده، وتعطّل مشاريع إعادة الإعمار. وأقر أن بلاده تمر بمرحلة انتقالية شديدة التعقيد بعد انتهاء قرابة ستة عقود من نظام الأسد "1971 – 8 ديسمبر 2024م".
_ أكد الشرع أيضاً، في لقاء إعلامي، أن سوريا منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، متهماً إسرائيل بخرق اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974م، ناهيك عن تنفيذ عشرات الغارات على دمشق ومدن أخرى، إلى جانب احتلال مواقع سورية بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024م. وأضاف أن سوريا لم ترد عسكرياً لأنها تركز على إعادة البناء، معتبراً أن التوسع الإسرائيلي داخل الأراضي السورية ليس بدافع الأمن، بل نتيجة طموحات توسعية. وشدد على أن أي اتفاق يقتضي انسحاباً إسرائيلياً إلى حدود ما قبل الثامن من ديسمبر 2024م، رافضاً فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوبي دمشق لأنها تضع السيادة السورية تحت تهديد دائم.
_ صفوة القول، أثمرت الزيارة عن نتائج جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، انعكس صداها على الصعيد الأوروبي من ناحية رفع العقوبات الاقتصادية على سوريا، إذ تزامنت مع تقديم المفوضية الأوروبية "مليار وخمسمائة مليون دولار" كمساعدات إنسانية ودعم المؤسسات السورية.
_ قمين بالذكر، تشهد سوريا منذ بداية 16 نوفمبر 2025م زيارات وفود روسية، وتركية، ومن الكونغرس الأميركي لبحث ملفات أمنية، على رأسها الساحل، وقانون قيصر، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وتسليم السلاح، ووحدة سوريا، ناهيك عن الشراكة وتعزيز العلاقات الثنائية السورية مع كل بلد على حدة. وكشفت مصادر إعلامية عن احتمال زيارة الرئيس الأميركي "ترمب" إلى دمشق، وتوقيع اتفاقيات مع الجانب السوري في الجوانب المختلفة.
وبالإضافة إلى الزيارة الرسمية، أود أن أستحضر ذلك المشهد الرائع لأبناء الجالية السورية الذين وقفوا مستقبلين رئيسهم أمام البيت الأبيض، رافعين الأعلام، ومرددين أهازيج وطنية، تغمر وجوههم علامات البهجة والسعادة.

الكلمات الدلالية