الكاتب والشاعر والأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد رحمه الله، الذي لم يكمل تعليمه النظامي، ومع ذلك قال إنه لا يكتب للعوام. وهو الكاتب والناقد والمثقف الكبير الذي أُطلق عليه "الموسوعة" ثقافةً وتأليفًا.
العقاد خاض العديد من المعارك الثقافية والفكرية مع خصومه، كما كان له موقف سياسي قوي في عصره في تعامله مع خطر السياسة. وقد عبّر عن موقفه القوي والجاد بعدة طرق، فكان ينتقد السياسات الحكومية المضرّة بالمصلحة العامة وبسيادة مصر، وكان يطالب بإلحاح قوي بالإصلاحات الحكومية. ومن موقعه الحزبي في حزب الوفد فقد كانت له مواقف وطنية ضد الاستعمار البريطاني. وكل مواقفه تلك نشرها في العديد من المقالات والمؤلفات التي ناقش فيها العديد من المشاكل المختلفة ذات الصلة بمصر والمجتمع المصري خاصة، والمجتمع العربي بصفة عامة، والتي كان لها تأثير كبير على الرأي العام المصري والعربي في ذلك الزمن.
عباس محمود العقاد رحمه الله كان واحدًا من أشد المدافعين عن قضية فلسطين، ويشهد له بمواقفه العديد من المقالات والكتب التي كتبها، والتي استهدفت التنديد بالاحتلال والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. ولأنه كان من أشد المدافعين عن الحريات، فقد كتب العديد من المقالات والكتب التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وحريته الفكرية بالذات، منها: (الديمقراطية في الإسلام)، والذي تناول فيه مفهوم الديمقراطية في الإسلام، وأبرز فيه حرص الإسلام على أهمية الحرية والعدالة الاجتماعية… وكتاب (حقوق الإنسان)، والذي تناول فيه حقوق الإنسان الأساسية والتأكيد على أهمية احترام هذه الحقوق وعدم جواز المساس بها من أيٍّ كان… وكتاب (الحرية)، والذي عرض فيه مفهوم الحرية وأهميتها في الحياة الإنسانية. ومع أنه اتُّهم بمعاداته للمرأة، فله مؤلف شهير بعنوان: (حقوق المرأة)، وهو كتاب أنصف المرأة فيه وناصرها، وتناول فيه حقوق المرأة، كما أكّد فيه على أهمية مساواة المرأة بالرجل.
