عن وزرائنا ونظرائهم
عجيبٌ إصرارُ كُتّاب أو محرري أخبار لقاءات وجولات كبار مسؤولي الحكومة المعترف بها دولياً، أو الحكومة الشرعية كما يحلو لهم تسميتها، وتحديداً الوزراء، على استخدام تعبير أو وصف "نظرائهم" عند لقائهم بمن يحملون نفس الصفة أو المسمى الوظيفي في الدول الشقيقة أو الصديقة!!
يصرّون على أن وزراءنا التقوا نظراءهم، وبحثوا معهم، وتبادلوا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة للبلدين، وكأنهم يجهلون المعنى الحقيقي الدقيق لكلمة "نظير"! فالنظير تعني المساوي، الشبيه، أو المقابل له. ويمكن أن تشير أيضًا إلى معانٍ أخرى حسب السياق، مثل "المماثل" في سياقات مختلفة، أو في بعض المصطلحات العلمية مثل النظائر المشعة أو النظائر في علم الفلك!!
بشكلٍ عام، تعني الشيء الذي يُشبه الآخر أو يساويه.
وحتى لو افترضنا أن وزراءنا هم بالفعل نظراء لمن التقوا أو يلتقون بهم ويبحثون معهم نظرياً أو شكلياً، فعلينا، وعلى محرري أخبار وزرائنا ومسؤولينا، وعليهم أنفسهم أولاً، أن يسأل كلٌّ منهم نفسه مع نهاية يوم دوامه الرسمي، أو حتى نهاية المهمة الرسمية التي تم تكليفه بها وسافر من أجلها إلى دولة شقيقة أو صديقة، أو حتى إلى تجمع أو منتدى أو مؤتمر دولي، أن يسأل نفسه: ماذا حقق خلال اللقاء مع "نظيره"؟ وهل ما تم بحثه ومناقشته مع "نظيره" سيعود بالنفع على الشعب اليمني، خاصة في ظل الأزمة الراهنة الناتجة عن الصراع على حكم اليمن منذ 2014؟
أما إذا كان حملهم لصفة أو لمسمى وظائفهم، أو قبول قرارات تعيينهم بصدر رحب لمجرد الظهور في وسائل الإعلام منذ أداء اليمين الدستورية، وللمنافع الشخصية التي تعود أو ستعود عليهم من المنصب، دون اعتبار لما يمكن أن يحققوه لمصلحة البلاد – والعياذ بالله – فهذا أمرٌ مخجل بالتأكيد، ويتوجب عليهم توجيه كُتّاب أو محرري أخبارهم بالامتناع عن استخدام عبارة "نظيره" عند تحرير أخبار مقابلاتهم واللقاءات أو المباحثات التي يدركون في قرارة أنفسهم أنها ليست سوى للاستهلاك الإعلامي!!