المهندس محمود إبراهيم الصغيري كعالم وأديب ومثقف
            المهندس محمود إبراهيم الصغيري أحد القامات العلمية والأدبية السامقة. تلقى تعليمه الأساسي والحديث بمدينة عدن في ستينيات القرن الماضي، وكطالب في بيروت منتصف ستينات القرن الماضي، وشارك في المظاهرات ضد «النقطة الرابعة»؛ كطالب في بيروت.
واصل دراسته في الهندسة في سوريا، وانخرط في الحياة الأدبية والثقافية والنقابية؛ حيث كان أحد أبرز قادة «رابطة الطلاب» و«الاتحاد الطلابي».
 عمل في اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وفي مجلتهم الموقف الأدبي، وكان له باعٌ طويل في الحياة الأدبية والثقافية والصحافة.
 في السبعينات وَشَطرًا من الثمانينات كَانَ نَجمًا من نجوم الأدب والثقافة في سوريا، كما أسهم في الجوانب السينمائية والمسرحيات والتمثيليات، وله أكثر من سيناريو وحوار ونصوص مسرحية.
 روايته «الميناء القديم» في صدارة الرواية اليمنية والعربية. كتب القصيدة الحديثة، فأجاد أيَّمَا إجادة، وقصيدته «أخبار سهيل» لها قصة مثيرة؛ فقد نشرت في صحيفة «26 سبتمبر» يوم زيارة سلطان بن عبد العزيز صنعاء في العام 1984، وقدمت الصحيفة في الاجتماع إلى الأمير، وخلقت جَوًّا مُتَوترًا، وكان نتيجتها تعطيل قرار تعينه مُلحقًا ثقافيًا في سوريا ولبنان والأمر باعتقاله، ولولا تدخل صديقه الحميم عبد الله البردوني لاعتقل، ومنع من السفر.
 اهتم كباحث متميز بالجوانب العلمية في تراث لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني، وله العديد من الأبحاث ومنها كتابه «الهمداني: مصادره، وآفاقه العلمية»، بتقديم الدكتور حميد العواضي.
 وكباحث اهتم بالفلك وله فيه أبحاث عديدة.
 مساهمة الأستاذ العلامة المتعدد المواهب تتسع لمجلدات، ولكنه شديد العزوف عن النشر، ولمَّا حاولت مع صديقنا المشترك أحمد شرف الحكيمي حَثَّهُ وترجاه أن يهتم بإبداعاته وأبحاثه دون جدوى.
 ربما لا يعرف كثيرون أنَّ الأستاذ محمود كان الضمير المستتر والبارز في آن في قضية «جزيرة حنيش»؛ فقد كان له دور أساس في توفير، وتجميع الأدلة من واقع ارتباط الجزيرة بالجسم اليمني، والتنقيب عن الأولياء المقبورين في الجزيرة، وامتدادهم اليمني.
 كما كان دوره بارزًا في اللجنة التي تشكلت للدفاع في القضاء الدولي إلى جانب زملائه الكثيرين، وكان دوره وإسهامه كبير في الحصول على الحكم الدولي بعودة الجزيرة إلى اليمن، وله الإسهام الفاعل في «لجنة الحدود اليمنية» التي غيبت، وتجاوزتها الصفقات.
 يرقد الآن العالم الجليل، الباحث الفذ، والشاعر الحداثي المؤصل، والسارد المبدع، والمدافع المجيد عن الإرث اليمني العظيم، وعن القضايا الوطنية والقومية- على سرير المرض، ولكن لا كرامة لنبي في قومه.
 تمنياتنا له بالشفاء