صنعاء 19C امطار خفيفة

لا مدينة تخلق من رحم القبيلة

لا مدينة تخلق من رحم القبيلة

في اليوم العالمي للمدن 31 أكتوبر

**
"كل الكلاب التي نبحتك
كانت ترى فيك الغريب
يجتر خطواته ريبة
ولا يجد زاوية يتكوم فيها
نبحتك الكلاب
لم تجد مدنًا
إلا وطاردتك بالنباح كلابها
(محمد اللوزي -قهقهات الفتى الأخرس)
**
عن المدينة:
المدينة صناعة. تنوع، المدينة حياة. لا مدينة تخلق من رحم القبيلة واللادولة. دولة مدنية لادينية ودستورها الإنسان وحقه في الحياة الإنسانية الكريمة!
المدينة، مسرح وسينما وتعليم عصري ومقهى، ومكتبة ومتحف وتحديث، المدينة امرأة بوجه مفتوح وعقل منفتح، المدينة شارع آمن، دولة وقانون، وطريق مرصوف، مدينة نظيفة، مشجرة ومزهرة، بلا قات، منحوتاتها تزين المكان والفضاء، المدينة نافذة وشرفة تطل منها النساء بوجه مفتوح، وأسر ملتمة على الفرح ومائدة البهجة.. المدينة، هي الآخر المختلف بعيدًا عن التمييز بالجنس واللون والدين والمعتقد والمهنة، أي المواطنة، المسجد والكنيسة والكنيس والمعابد ودور العبادات المختلفة، تقبل المتدين واللامتدين، التعايش والتسامح من كل أجناس العالم، نعم، تقبل كل اختلاف، فـ"من المختلف يخلق أجمل ائتلاف"، كما قال هيرقليطس.

اثار الحرب

نعم، المدينة هي هذا الكل هذا الفضاء المفتوح على كل ثقافات العالم بعيدًا عن الأيديولوجيات، والعرق والأصل والهوية الواحدة الضيقة، كما أسميها "هوية التختة"، حيث الآخر هو العدو والمتربص... الخ من فنون صناعة العدو عند الشعوب العاجزة.
فأين نحن من معنى المدينة؟
مدن الحضارة الواهمية: الـ"عدن"، والـ"تعز"، والـ"صنعاء" العاصمة وألقاب العاصمة التجارية والاقتصادية، الثقافية، والحالمة، والسلام... الخ من الألقاب المخدرة بالقات وحمى الضنك.
نحن لا نجيد سوى الحروب والتقاتل، والعيش الضيق بلا كهرباء ولا ماء نظيف ولا مدرسة ولا كتاب، مجاعات مستدامة، حياة الغاب والبقاء للأقوى بالسلاح والصرخة الدينية الدموية، وأخفها الصميل.
هذه صورة مدن اليمن في يوم المدن العالمي، متجسدة باحتشاء الفضاء بالمساجد والمليشيات وصورة المرأة المصفدة بالسواد، وأطفال بلا حديقة، وحدائقهم الجثث في المقابر ما يسميها أنصار الله الحوثي "رياض الجنة"، لا حياة سوى الآخرة خير وأبقى! هي المسرح الوحيد والمتجدد من الموت المجاني المبثوث في كل مكان، هي السينما بكراسي جهنم "الإخوة الأعداء"!
في يوم المدينة العالمي، لا نطمح أن نعيش أساطير المدينة الفاضلة، أدنى الحق في مدينة تقبل بكل ما ذكرته أعلاه.
المتحف الحربي في عدن
وحيّ على الإنسان، قبل حيّ على أية صلاة ومنسك!
فأين نحن من شعار الأمم المتحدة ليوم المدينة العالمي "مدينة أفضل لحياة أفضل"؟
أخيرًا:
أين أضع المثل الشعبي المغلوب على أمره وأمرنا: "عليك بالمدن ولو جارت"؟!

الكلمات الدلالية