صنعاء 19C امطار خفيفة

السودان الشقيق.. أما لهذا الليل من آخر؟!

أية لعنة، وأي شؤم، وأية مآسٍ تحل بهذا البلد البكر..؟

أقول البكر لأن ثرواته التي يقتتل عليها القوم ماتزال كامنة في الجوف..

موارده لا تستغل، ولم تستغل بعد، ليس لأن شعبه كسول كما يروّج، فها هو ينشط كأشد ما يكون النشاط، كما لو أنه "مكانيزم" لا يهدأ، أو لكأنه -ما شاء الله- "كلاشنكوف" آلي الحركة، دائم الإطلاق.
شعب السودان الشقيق ليس فقيرًا، ليس كسولًا، كذلك.
نعم، وبالتأكيد، هو عكس ذلك، كيف لا وهو خلية نحل عَمّال قتل وتنكيل كل واحد بالآخر.
سنوات عجاف يحترب دون هوادة، دون رشاد، يقتتل، ودون كوابح للقيادة.
شعب يُشق وجهه بشفرة حادة منذ الولادة.. ثم لا يُشق له غبار بدقة الرماية والإجادة..
آه آه من أوجاعك يا سوداننا الشقيق، سوداننا العزيز! وآه آه من آلام أشقائنا السودانيين! ما الذي حل بكم؟ ما الذي جرى بينكم؟ وما الذي حدا بكم لكل هذا الخسف والتنكيل؟
هل أفسد بينكم الضربان؟ هل أرض السودان المترامية الأطراف، وعلى شساعتها ووسعها، لم تعد تسعكم مثلا؟!
ما الذي دق الإسفين بينكم؟ ما الذي يدفعك للعلاقات المتوترة، لهذه الأفعال الشرسة، لهذا الدمار والخراب الشامل، لهذه الجائحة الرهيبة، والموت الجماعي؟
أسئلة حارقة، لا تنتظر الجواب، فالمأساة ماثلة، والصورة البانورامية واضحة للعيان، وأية إجاب

الكلمات الدلالية