وبما أن هذه المواهب لا ينقصها شيء إلا من يظهرها الظهور المستحق حتى يتعرف عليها جميع الناس، بمن فيهم المهتمون بالشأن الرياضي، وهذا الظهور لن يتأتى إلا مثلما أسلفنا من خلال تنظيم الدوريات والأنشطة الرياضية المكثفة.

شهادتنا ستبقى وستظل مجروحة في رياضة وادي عمر الديس الشرقية، فالمهتمون والقائمون حاليًا على الرياضة هناك لهم دور فعال في إحياء كثير من النشاطات الرياضية، خصوصًا في رياضة كرة القدم، ومن خلال هذا الاهتمام ظهرت مواهب كروية كثيرة في رياضة وادي عمر، وهذا الظهور كان في نطاق ضيق بعض الشيء في ما بدأ من قبل، أي في وادي عمر وما حولها شرقًا وغربًا.

ولكن البطولة القائمة حاليًا، بطولة كأس حضرموت للناشئين، والتي اشترك فيها نادي اتحاد الشبيبة الممثل لرياضة كرة القدم بالديس الشرقية، ومشاركته لم تكن مشاركة عادية، بل كمنافس قوي، فهذه البطولة كانت الفرصة الكبيرة أمامهم في إظهار مواهبهم الكروية في مساحات واسعة وكبيرة في كل أرجاء حضرموت، بدلًا مما كانوا عليه في السابق.

وبالنظر لمشاركتهم في هذه البطولة، فهي حتى اللحظة مشاركة نجاحة، وقدموا فيها نتائج رائعة وانتصارات بأهداف عديدة في شباك خصومهم، ولم يخسروا حتى مباراة واحدة، بل خرجوا منتصرين في جميع مبارياتهم في الدور الأول، وهذه النتائج تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنهم أقوياء.

ومن نجوم نادي اتحاد الشبيبة الحاليين من الناشئين، ظهرت أسماء كثيرة فرضت نفسها كنجوم استحقت شهادات الإعجاب والتقدير من متابعي هذه البطولة.

حتى إنها -أي هذا النجوم- أصبحت حديث الشارع الرياضي بما قدمت وأعطت طوال الدور الأول من هذه البطولة.

نجوم كثيرة لا يتسع الوقت للدخول في ثنايا التفاصيل عنهم.

ومادام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد لنا ولو بشيء من الحديث العابر عن أحد هذه النجوم، وهو النجم الموهوب والصاعد بقوة البرك بن الروش اليزيدي، احفظوا الاسم جيدًا، فهو أحد النجوم الديسية المستقبلية، وكما أرى أنه سيصبح له شأن رياضي كبير في رياضة حضرموت، لما يمتلك من إمكانيات غير عادية.

ومع أنه لاعب وسط وصانع ألعاب من طراز عالٍ، إلا أن له حضوره البارز في كل مباراة من مباريات ناديه بتسجيله للأهداف.

البرك بن الروش خامة كروية غير عادية، بل خامة مدهشة ومستحضرة بإعجاب كل من يشاهدها.

أقول مدهشة بتلك الإبداعات في أرضية الملعب من خلال تناغمه الجميل مع بقية إخوانه بالفريق، إذ إنهم في تحركاتهم المنسجمة صعودًا لعمق خصمهم، وعودتهم مرة أخرى لملعبهم. وبهذه الطلعات والعودات السريعة يشكلون شيئًا من التفرد الديسي الذي لم ينافسهم فيه أحد من وجهة نظري.

أتمنى لأبناء وادي عمر المشاركين في هذه البطولة، الوصول إلى النهائي، وتحقيق هذه البطولة، فهم أحق بها بما لديهم من مقومات التتويج. والله الموفق.