صنعاء 19C امطار خفيفة

نخبة الفساد

تعيش المناطق المحررة واقعاً معقداً على المستويات المعيشية وغياب الخدمات، في ظل جملة من التحديات التي تتداخل فيها الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وشهدت العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام الماضية انقطاعات متكررة لتيار الكهرباء لساعات طويلة، وعاشت مدينة عدن خلال اليومين الماضيين أكثر من 49 ساعة متواصلة لانقطاع التيار الكهربائي، وأصبحت العاصمة المؤقتة في ظلام دامس، ولم يتم وضع عملٍ لتحسين الخدمات من قبل مجلس القيادة الرئاسي المنشغل بالخلافات وتقاسم المناصب فيما بينهم.
وعلى الصعيد المعيشي، يعاني المواطن اليمني من تدهور حاد في الوضع الاقتصادي بسبب نهب إيرادات الدولة من قبل عصابات متنفذة.
تتمتع ثروات اليمن بإمكانات اقتصادية هائلة، إلا أنها ظلت ضحية للابتزاز من قبل جماعات متنفذة في الدولة. هناك عدة عوامل أدت إلى تفشي الفقر رغم الإيرادات المتواجدة في المناطق المحررة، والتي لا يتم توريدها إلى خزينة الدولة ممثلة بالبنك المركزي، وهذه العوامل هي تحالف القوى المتنفذة مع الطبقة الحاكمة الفاسدة في سرقة ثروات البلاد وتغذية النفوذ من أجل تحقيق المصالح الشخصية.
خلال فترة الحرب، مضت مراكز القوى في نهب الإيرادات الخاصة بالدولة، وتتعمّد بشكل ممنهج زيادة ومضاعفة معاناة المواطن بشتى الوسائل والطرق المختلفة، ومن خلال نهبها لإيرادات الدولة تركت المواطن البسيط تحت مستوى خط الفقر والمجاعة.
ففي حين يقوم أعضاء مجلس القيادة ببناء إمبراطوريات واسعة من الأموال والثراء الفاحش، يعيش المواطن وموظفو الدولة في حالة لا يُحسدون عليها، لعدم صرف مرتباتهم بشكل منتظم، وانقطاعها لأشهر عديدة. ولم تكتفِ عصابة المافيا بذلك فقط، فقد عمدت إلى مضاعفة جبايات غير قانونية ضمن خطوات نهبها الممنهج لإيرادات الدولة.
أوجه التشابه واحدة بين من يحكم عدن ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، وبين من يحكم صنعاء ممثلة بالمجلس السياسي؛ إدارة العليمي هي نفس إدارة المشاط، فلا فرق بينهما، فكل الشياطين سواء.

الكلمات الدلالية