صنعاء 19C امطار خفيفة

يا أصحاب الضمائر لقد مس أمتكم الضر

إن إنقاذ هذا الوطن لن يأتي بخطاب دول، ولا بوعود عواصم، ولا بموائد تفاوض خُصّصت لتقاسم النفوذ لا لبناء السلام. إنقاذ اليمن يبدأ من تنازل سلطات الواقع، جميعها دون استثناء، عن أنانياتها الضيقة، وتخلّيها عن وهم "مصالحهم الضيقة" التي لا تُبنى إلا على أنقاض وطن يتهاوى.

لقد ثبت أن التمزق لا يخدم شعبًا، ولا يبني دولة، إنما يفتح الأبواب مشرعةً أمام الأطماع التوسعية لدول لا ترى في اليمن إلا ساحة نفوذ، ولا في شعبه إلا ورقة ضغط ومساومة. وكل سلطة تتمسك بكرسي وهمي، وكل فصيل يرفع رايته فوق راية الوطن، إنما يسهم عن وعي أو جهل في تمزيق الخريطة اليمنية وتحويلها إلى غنيمة بيد الغير.
فلتكن لكم شجاعة التنازل...
شجاعة الاعتراف بأن الوطن أكبر من المجلس والحزب، وأعظم من الإقليم والجغرافيا، وأن لا جنوب سينهض بلا شمال، ولا شرق سينجو بلا غرب. إن القوة الحقيقية اليوم ليست في البندقية ولا في المنصب، بل في القدرة على تضميد الجراح وبناء دولة واحدة... دولة المواطنة والعدالة والحياة الكريمة.
أيها المسؤولون، يا من بأيديكم القرار:
تراجعوا خطوة قبل أن تسقطوا جميعًا في هاوية لا قرار لها. اقبلوا بتسوية وطنية شاملة تحفظ لليمن وحدته وكرامته، قبل أن تصبح هذه الأرض -التي تتنازعون عليها- مجرد ذكرى على خرائط الآخرين.
وأيها الشعب...
لا تصمتوا بعد اليوم، ولا تمنحوا شرعية لمن لا يعترف بحقكم في العيش الكريم. طالبوا بوطن لا بسلطة، بدولة لا بتقسيم، وبسلام لا بصلحٍ مؤقت يُدار من الخارج.
إن الحل في اليمن لايزال ممكنًا...
لكن إنقاذه يحتاج إلى شجاعة تنازل، لا إلى صفقات تقسيم.
فهل من عاقل يسمع؟ وهل من ضمير ينهض؟

الكلمات الدلالية