من أسرار القصر الملكي في نشأن (الجوف) معروضة للبيع في سوق الملح بصنعاء!
قبل أيام حصلت على فيديو قصير لتميمة ذهبية للأميرة "لبؤة بنت يدع أب"، بعد أن كنت نشرت العام الماضي عنها، وأهبت بالجهات الرسمية التحرك لاستعادتها من سماسرة الآثار المعروفين. وكانت هيئة الآثار والمتاحف في صنعاء نشرت، مشكورة، صورتها، وأهابت بالإبلاغ عنها.
الفيديو المصور في 13 سبتمبر يؤكد أنها مازالت في صنعاء، والمعلومات تشير إلى أنها لدى شخص في سوق الملح يدعى "ك"، وسبق للدكتور منير عربش والدكتورة ليلى عقيل نشر دراسة عنها، في دورية "سيميتيكا"، العدد 63، في عام 2021م، الأمر الذي يدعو للاستغراب كيف تصل معلومات الآثار المستخرجة بطرق غير شرعية إلى علماء الآثار في الخارج، قبل أن تعرف عنها الهيئة والباحثون اليمنيون في الداخل، وهو أمر سيكشفه الزمن.
كان للدكتورة ليلى عقيل دور أساسي في قراءة النص ودراسة التميمة الذهبية (السوداء 99). ولأهمية ما أوردته أقتبس بتصرف جزءًا يسيرًا من دراستها: "لقد صُنعت هذه التميمة بدقة لافتة وفقًا للتقاليد القديمة في اليمن القديم، والمعروفة بهذا النوع من القطع، التقنية المستخدمة تقوم على صفيحة ذهبية مطروقة ثم مقطوعة على شكل هلال ذي طرفين مستديرين، وقد ثُقبت نهايتاها بثقبين صغيرين يسمحان بتعليق القطعة. والنقش يتألف من سطرين، وهو متموضع في الوسط، ومحاط من الخارج بسلسلة من النقاط المحفورة على محيط الهلال. وقد أُنجز العمل بمهارة بتقنية الطرْق من الخلف، أما صف النقاط فيُحاكي تقنية التحبيب، وهي تقنية زخرفية مفضلة جدًا في صناعة الحلي في اليمن القديم".
وتضيف: "إن التمائم المنقوشة عادةً ما تكون مصنوعة من الذهب، كما هو حال التميمة الموصوفة هنا. والذهب، باعتباره لا يتأكسد، يمنح التميمة طابعًا مقدسًا مرتبطًا بفكرة الخلود. لقد كان نهب القصر الملكي في دولة-المدينة نَشّان (في القرن السابع ق.م) يُظنّ أنه قد قضى على أسرار البلاط الملكي. غير أن هذين النصّين الجديدين يثبتان العكس: لم يَفْنَ كل شيء، بل بقيت شواهد قيّمة تكشف دور النساء الملكيات -ولا سيما الأميرات- في الطقوس الدينية وتقديم النذور".
أهيب بالهيئة سرعة التحرك لاستعادة القلادة الذهبية وما يصاحبها من مجوهرات وحلي من آثار اليمن.