صنعاء 19C امطار خفيفة

عن أحرارالعالم.. أحدثكم..

هل سنمتلك الشجاعة، كعرب وكمسلمين، ونعمل ولو لمرة واحدة مراجعة حقيقية لقناعاتنا ومواقفنا وعلاقاتنا بالآخرين، الذين هم ليسوا من أبناء جلدتنا وممن نصفهم، غالبًا، بأقذع الأوصاف، ونرميهم بأبشع السباب، لا لشيء، سوى لنرجسية تستحكم بنا، على رغم فارق التفوق الكبير والمذهل الذي يميزهم عنا، وعلى رغم الجوانب والمواقف الإنسانية الإيجابية والمشهودة، والتي يتمتعون بها، ويناصرون بها قضايانا وقضايا المقهورين في شتى بقاع الأرض..


للأسف، فإنه من قصور في الرؤية، وعدم التمييز، ننظر إلى هؤلاء من زاوية كونهم، فقط، لا ينتمون إلى عقيدتنا، فنعاملهم ككفار وملحدين وحسب، مع أننا نناشدهم، ونتوسل إليهم، في أوقات كثيرة، ليمدوا يد العون والدعم، والتمويل، ونتسقط مساعداتهم، ونسعى، حثيثًا، لنيل عطفهم وكرمهم كيما يغدقوا العطاء على شعوبنا الفقيرة والمحتاجة، والضريرة.
وما هذه المنظمات العاملة في أوساط مجتمعاتنا لنجدتنا، والتي تتلقى، بالأساس، تمويلاتها من دولهم، ما هي إلا دليل صارخ على ما نقول.
ولعل أنصع المواقف الإنسانية لهؤلاء الموصوفين بالكفرة الفجرة، مواقفهم الجريئة والإيجابية، بل والمشرفة تجاه القضية الفلسطينية، ومساندتهم لها في المحافل الدولية، والوقوف، بحزم، ضد على الغطرسة الإسرائيلية، وإدانة تصرفاتها اللاأخلاقية، وانتهاكاتها، وإبادتها لسكان غزة العزل.
لم يقتصر الأمر على دول وشعوب أمريكا اللاتينية، بل صار شبه موقف جماعي من الشعوب والدول الأوروبية، وشعوب ودول العالم المتحرر، والتي غدت، جهارًا نهارًا، تدين آلة الحرب الإسرائيلية، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، بالاعتراف بدولة فلسطين، نكاية وضدًا على الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة.
هذه المواقف الجريئة والمشرفة والإيجابية، لم يقفها، أصلًا، إخوة النسب من العرب والمسلمين أنفسهم، ما يجعلنا ندعو إلى إعادة النظر بمواقفنا تجاه أحرار العالم من غير أبناء جلدتنا، على الأقل لنفرق بين الغث والسمين، وبين ما ينفعنا وما يضرنا، وحتى لا نخسر مواقف إنسانية نحن في أمس الحاجة إليها لنصرة قضايانا الكبرى.
وبالله التوفيق..

الكلمات الدلالية