ثورة الـ26 من سبتمبر ثورة وطنية ديمقراطية

جاءت الذكرى الثالثة والستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، هذا العام، لتذكرنا بأن الثورة هي ثورة وطنية ديمقراطية، وليست شعلة واحتفالات شكلية وعروضًا عسكرية وألعابًا نارية، بل هي أمن اجتماعي وتعليم مجاني وخدمات صحية مجانية وعدل وأمن وتعاون في القضاء على الفوارق بين الطبقات وتحقيق الأمن الفردي والاجتماعي والصحي والغذائي.
لقد جاءت الذكرى الثالثة والستون، هذا العام، لتذكرنا بأن ثورة السادس والعشرين من سستمبر لم تكن ثورة رأسمالية، بل كانت ثورة اجتماعية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، والتف حولها جميع اليمنيين من كل الأطياف من شمال اليمن وجنوبه. وللتذكير فقط فقد قدمت محافظة تعز عشرات الآلاف من الشهداء من أجل انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.. كما قدمت جمهورية مصر العربية آلافًا من الشهداء من أجل انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

وظل الشعب اليمني يقدم القرابين تلو القرابين، ويسقي شجرة الثورة والحرية من دماءه الزكية حتى اليوم، وهي لم تكن ثورة من أجل التغيير ورفع مستوى الشعب اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا فقط، بل كانت بركانًا ثوريًا حطم أصنام الظلم والطغيان، وفتح أبوابًا جديدة لهذا الشعب للخروج من الوطن الذي تحول إلى سجن كبير ومقبرة لضحايا الأمراض والأوبئة في ظل حكم الأئمة.
وهكذا فقد تحول بركان الـ26 من سبتمبر إلى ثورات متعددة قادت إلى الانعتاق من حياة الفقر والبؤس، وأصبح التعليم مجانًا بعد ثورة 26 سبتمبر، فالتحق الآلاف من الطلاب الفقراء بالمدارس، وتخرج عشرات الآلاف من الشباب من المدارس الثانوية، وتفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر، واستقل جنوب الوطن في الثلاثين من نوفمبر 1967م، وأرسلت البعثات التعليمية من الطلاب إلى الكثير من الدول الشقيقة والصديقة، وتخرج عشرات الآلاف من الطلاب اليمنيين من الجامعات الشقيقة والصديقة في مختلف التخصصات، وبنيت الجامعات في الداخل اليمني، والتحق بها عشرات الآلاف من الطلاب، وجاءت الحركة التعاونية كثورة اجتماعية واقتصادية في ظل حكم الرئيس إبراهيم الحمدي في الشمال، لتشق عشرات الآلاف من الكيلومترات من الطرق الترابية، وقضت على العزلة التي كانت سائدة بين الأرياف والمدن في شمال اليمن، وبنت آلاف المدارس، وتخرج منها مئات الآلاف من الطلاب اليمنيين الفقراء.
كما بنت الحركة التعاونية المئات من المراكز الصحية، فيما أخذت الحركة التعاونية في جنوب الوطن طابعًا إنتاجيًا في المجال الزراعي والسمكي، وأصبحت تصدر إنتاجها السلعي إلى الخارج.