صنعاء 19C امطار خفيفة

10سنوات من تجميل القبح في تعز

10سنوات من تجميل القبح في تعز

على مدى 10 سنوات تدار تعز من قبل (سَلَطَة) الإخوان، وبصريح القول هناك جماعة فاسدة إقصائية حرصت على صناعة منظومة أمنية وعسكرية (طباشيرية) فاسدة تابعة لها، فلدينا ألوية (طباشيرية) هي مصنع للقتلة والشبيحة والمفصعين، وتم اختزال أغلب قيادات هذه الألوية في منظومة مناطقية من المخلاف خاصة وشرعب عامة، وبواجهة إخوانية، صحيح أن حمود سعيد في تركيا، لكن برميل نفاياته وجيفه مازال في تعز يُزكم أنوف أبناء تعز.

أحداث عشر سنوات مرت تقول إن لا علاقة لهذه الألوية في قصة المواجهة مع الحوثي وهدف التحرير، والذي ظهر جليًا واضحًا للجميع أنه أشبه بمسلسل مكسيكي لن تنتهي حلقاته إلا بموت المشاهدين، وهم أبناء تعز.
(سَلَطَة) إخوانية متعطشة للاستحواذ والترهيب والسطو على مؤسسات الدولة وأراضي وبيوت وممتلكات الناس عبر فائض القوة الذي تملكه.
ولتجميل القبح وشفط المساوئ، عمد الإخوان إلى صناعة منظومة إعلامية تمتهن الخُبث، وتجيد البذاءة والكذب والتشويه لكل مختلف، منظومة تُضخم وتنفخ في (صانعها) إلى أبعد حد وأقصى مدى، وأنه حامي الحمى، لديها قدرة عجيبة على قلب الحقائق بصورة معاكسة للواقع، معتمدة في ذلك على (كتبة) المقر وكتائب من الذباب والبعوض الإلكتروني، والتي تمتهن مهاجمة الخصوم بوقاحة شديدة ليلًا ونهارًا، بمعنى أدق منظومة إعلامية تضخم وتنفخ في القبح وتجمّله، وتشفط المساوئ الظاهرة والبائنة بطريقة وقحة وفجة.
إلى جانب كل هذا، هناك منظومة قضائية تشرعن كل هذا القبح وهذا الفساد، وتعمد إلى تمييع كل القضايا، بل وصل الحال أن صاحب الحق يصبح متهمًا ومدانًا.
اليوم بعد التصفية الميدانية للشهيدة افتهان المشهري، والتي تندرج ضمن مسمى "جرائم ضد الإنسانية"، نجد أن إعلام الجماعة ينقل الأخبار بعيدًا عن الحقيقة والواقع، ولكن من خلال خيال أجهزة أمنية فاسدة تابعة للجماعة، وبتناغم وتنسيق كامل.
أن تقول الأجهزة الأمنية إنه تم القبض على "سين وصاد" من الناس، وتبدأ المنظومة الإعلامية في الضخ والتضخيم للإنجاز الأمني الذي لا وجود له أصلًا، فكل هذا لأجل تخدير الشارع المنتفض فقط. فالحذر الحذر من تصديقهم، بينما واقع الحال يقول إن "سين وصاد" من القتلة والشبيحة ذهب الصباح إلى الجهة الأمنية التابعة للمقر، وشرب فنجان قهوة عند المسؤول الأمني الفاسد، ثم غادر المساء ليمارس هواية القتل والتشبيح، ويصل حد التزييف للحقيقة أن تذهب المنظومة الإعلامية الفاسدة للجماعة في تمييع الجرائم بنقل الأحداث إلى ساحات أخرى بعيدة، فتصنع أخبارًا مفبركة وفارغة، وأن هناك طرفًا ثانيًا وثالثًا ورابعًا في الحوبان أو في الساحل أو في عدن، وأن هذا الطرف يريد زعزعة (هزهزة) حالة الصمود (الرقود) لقوات الجيش والأمن (الطباشيري). وهذا الصمود في حقيقته هو حالة من المماتعة و(التقشواع) والفصاع الممتد على مدى 10 سنوات مع الحوثيين، وهذا الطرف الموجود في خيال (سَلَطَة) المقر، هو من يحاول زعزعة (هزهزة) حالة الاستقرار الأمني في تعز.
فوبيا طارق عفاش تظهر مع كل حدث، وينساق خلفها أيضًا أطراف محسوبة على المعارضة بكل أسف. في السابق كنا نسمع الغمغمات والهمهمات، وعبر منصات تتبع (سَلَطَة) شارع جمال، حين قالوا إن طارق عفاش يريد السيطرة على التربة، وبعدها أن طارق عفاش هو وراء اغتيال المسؤول الأممي مؤيد حميدي، ثم أتى لاحقًا وكشف الإخواني أمجد خالد من كان وراء اغتيال مؤيد حميدي واللواء جواس وقضايا وجرائم كثيرة مدونة لدى الأجهزة الأمنية في عدن، واليوم تقول أبواق المقر إن طارق عفاش هو وراء اغتيال الشهيدة افتهان المشهري، وما أقوله ليس دفاعًا عن طارق، ولكن احترامًا للحقيقة، مع من نحب ومن نكره، لايمكن القبول باستحمار عقول الناس بكل هذه الوقاحة.
على مدى 10 سنوات صار المواطن التعزي يعي ويدرك أن (سَلَطَة) المقر حيث يقعد سالم الدست، تكذب وتكذب وتكذب، ولا علاقة لها بالتحرير والمواجهة مع الحوثيين، قولًا واحدًا، حاسمًا، جازمًا، أن (سَلَطَة) سالم الدست هي من تحمي المتهبشين والقتلة والشبيحة، قتلت رجال التحرير والمقاومة الحقيقيين من عدنان الحمادي إلى رضوان العديني إلى أبو الصدوق، إلى غزوة المدينة القديمة وإخراج أبو العباس ومقاتليه وهم من صنعوا ملاحم في البسالة والصمود، وتشهد لهم أزقة وأحياء تعز وقلعة القاهرة، أخرجوهم بتهمة الإرهاب، بمعنى أن هذه المنظومة أرادت اختزال واختصار المنظومة الأمنية والعسكرية في "المخلاف وشرعب"، لذلك تخلصت من كل القيادات من خارج هذه الجغرافية.
اليوم لابناء تعز نقول: يجب ويتوجب أن تستمر الاعتصامات، وهذه فرصتكم للتغيير (الجذري)، وانسوا (سمامي) المواجهة مع الحوثي، والزعزعة الأمنية، والتي تظهر مع كل حراك للشارع، يجب ألا تقتصر المطالب على تسليم القتلة فقط، وهذا لن يحدث في منظومة دست الرويش والأخونة، يجب تغيير المنظومة الأمنية والعسكرية من خارج (سَلَطَة) الإخوان، هذا التغيير هو الطريق والسبيل الأمثل لتحقيق العدالة، وهي القادرة على جلب كل القتلة والشبيحة والمتهبشين.
باختصار، حال تعز اليوم أن الحامي هو الحرامي.
لو أنزل الله ملكًا من السماء محافظًا لتعز، فلن تقبل به (سَلَطَة) الإخوان، هذا قول واحد فاصل جازم.

الكلمات الدلالية