في ظل أمن وجيش طباشيري، افتهان المشهري لن تكون الأخيرة

إفتهان المشهري
في أغسطس من العام 2024، زار رشاد العليمي تعز برفقة بعض أعضاء مجلس الثمانية وطاقم وزاري كبير.
وكعادته شاطر في التصريحات والوعود الهوائية، وهو من ذات مدرسة صاحب السكك الحديدية والطاقة النووية، قال العليمي: (ستبقى تعز رافعة للمشروع الوطني، ومهد التغيير وعاصمة الصمود). فصاح القطيع والبعاع: بالدم بالروح نفديك يا يمن. حقيقةً، كانت الزيارة أشبه بعرض سياسي بلا نتائج ملموسة.
في هذه الزيارة، حظي العليمي باستقبال المطبلين والمزمرين والانتهازيين والمتمصلحين، وفي نشوة استقبال البهرجة والتزمير والتطبيل أعطى وعوداً هوائية لم يتحقق منها شيء، بل ارتفع منسوب الفشل والعبث في المدينة خلال عام من الزيارة بشكل متوالية هندسية. فقط للتلميح دون التفاصيل، بلغ عدد الجرائم في تعز خلال العام 2024 الـ(4300)، وخلال العام 2025 وحتى اللحظة الـ(1500).
لم يُكسر الحصار على تعز كما وعد العليمي.
لم تتحسن الخدمات، الكهرباء لم نرَ محطة الـ30 ميجاوات في عصيفرة، المياه انعدمت وصار سعرها كسعر العسل، الصحة أكثر سوءاً، النظافة: القمامة تحاصر المدينة من اتجاهاتها الأربع، البنية التحتية: صفر.
لم تتحقق المشاريع وإعادة الإعمار بحسب الوعود، كلها وعود استعراضية.
والكذبة الكبرى هي مهلة المحاسبة للسلطات المحلية ومنحها ستة أشهر لتحسين الأداء. العارفون بطبيعة العلاقة الوثيقة بين العليمي وتشابك المصالح مع سلطة المقر يدركون أنها لن تحدث، فخلال سنة من الزيارة الاستعراضية النتائج: صفر وعدم. لم ينجح أحد، لم يُحاسب أحد.
اليوم، الخميس 18 سبتمبر، تم اغتيال مدير عام النظافة في محافظة تعز، الدكتورة افتهان المشهري، ودمها في رقبة رشاد العليمي الذي وعد بالتغيير في حالة التقصير ولم يفِ بوعده.
قلنا لكم سابقاً: ربنا لم يأمنه على حبتين شعر برأسه، كيف سيأمنه على شعب تعداده 30 مليون؟ تأكدوا أن رياح نجد والحجاز لا تأتي بخير لليمن، فكل منتج قادم منها منتهي الصلاحية وصعب إعادة تدويره.
بالأمس تم قتل مؤيّد حميدي، وكانت أسهل الطرق لسلطة بليدة ومتخلفة هي اتهام أبناء شرجب، والحقيقة ظهرت جلية واضحة لاحقاً: من الذي خطط ونفذ ودعم. واليوم افتهان المشهري، وغداً بالتأكيد آخر، في ظل جيش وأمن طباشيري وسلطة محلية شديدة الرخاوة والميوعة، توقعوا الأسوأ والأكثر كارثية.
نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للشهيدة الراحلة افتهان المشهري.
*نقلاّ عن صفحة الكاتب