خبر زلج
مفاهيم جديدة للنضال الوطني
هذه الظروف التي نئن تحت وطأتها، ونعاني من ويلاتها العنصرية والمذهبية والمناطقية، وما يترتب عليها من الحروب والفرقة والجوع والفقر وتمزيق المجتمع، منذ أكثر من عشر سنين، لها الكثير مما رسخته من المفاهيم الجديدة والثقافات المتناقضة مع سنن الكون ومنطقية الواقع العام.
جديد المفاهيم النضالية، تمثل أبرز ما يمكن الوقوف عليها في ظل ما أفرزته هذه الأوضاع التي لم يسبق لنا أن عشناها من قبل، أو حتى فكرنا مجرد تفكير بإمكانية أن تحيط بنا، وعلى هذا النحو من الخطورة والقدر من سوء الأوضاع العامة المهددة بتقسيم البلاد على أسس ومفاهيم ما قبل الدولة.
قيادات العمل الحزبي كانت أول الهاربين إلى خارج البلاد، في تعارض واضح مع صلب مهامها الوطنية، بخاصة وكما أشرت سلفًا في ظل أوضاع لم تكن يومًا في الحسبان.
يعيشون في الخارج متنقلين بين فنادق العواصم العربية ومراقصها وشققها. يقبضون بالدولار هم وأبناؤهم وأصهارهم، ودون أن نسمع لهم صوتًا معبرًا عن حياة الملايين المهدرة بالداخل، مع ذلك يطلقون على أنفسهم بالمشردين، فإذا كانت هذه الحياة الرغيدة التي ينعمون بها تسمى تشردًا، فماذا يمكن لنا أن نطلق على حالنا في الداخل من التسميات.؟!
بالمقابل، يطلقون على بعض من في الداخل، من يتحدثون بألسنة الناس، ويعبرون عن أحوالهم وأوجاعهم، ولو بالكلمة، ويعكسونها في كتاباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع، يطلقون عليهم عملاء مع سلطة صنعاء، لماذا هذا التهكم والعداء؟ يجيبوك: لماذا لا يقبضون عليهم!
بهكذا أقوال ومبررات مضحكة يوارون عجزهم وجبنهم وهروبهم إلى خارج البلاد، والاعتياش على كشوفات تعبنا وفقرنا وجوعنا.
بمعنى إما أن تلفظ أنفاسك الوطنية مثلهم، وتقصر اهتمامامتك على عائدات الصناديق الخاصة وكشوفات الإعاشة، أو تكون مرتزقًا وعميلًا للطرف الآخر... إذ السكوت والتغاضي عن الحال العام هو النضال من وجهة نظر مفاهيمهم، وإن المواجهة بالكلمة الجريئة والمباشرة عمالة وارتزاق... انظروا كيف تغيرت مفاهيم هؤلاء الجعانن للنضال الوطني.