صنعاء 19C امطار خفيفة

قمة أمريكية -إسرائيلية ضد قمة الدوحة

ليس رجمًا بالغيب قول ما يلي: أولًا: من المتابعة يبدو أن قمة الدوحة ستُهين الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتتجاهل دماء شهداء العدوان الصهيوني في الدوحة ذاتها، بإغفال الهدف الأول من العدوان على قطر، وهو اغتيال قيادات المقاومة.

ثانيًا: الحقيقة المخيفة هي أن استقلال معظم الدول العربية محل تساؤل وشك.
عودة إلى موضوعنا، فمهما قيل عن "غضب"! الرئيس ترامب على نتنياهو لما قام به ضد قطر، فهو لم يدن انتهاك سيادتها، ويتجاهل مثل نظرائه العرب وغير العرب أن العدوان استهدف قيادة المقاومة المطلوب عربيًا نزع سلاحها بدون ثمن مقابل تدفعه دولة الاحتلال.
كان بمقدور ترامب إيقاف العدوان من قاعدته في العديد، قبل ارتكاب نتنياهو جريمته، أو يستنكر الجريمة، ولكنه لم يفعل، لأنه لا يعتبرها كذلك، ولأن الهدف المشترك لدولتي الشر لا يتجزأ، وهو تصفية قضية فلسطين بكل السبل، وإضعاف العرب بكل الوسائل.

روبيو في إسرائيل

إن تواجد ماركو روبيو، وزير الخارجية، في أول زيارة له لأسياده، وهو مهاجر كوبي يدعم مساعي ترامب لطرد ملايين المهاجرين اللاتينيين، بمن فيهم كوبيون، رسالة تضامن أمريكية واضحة، جوهرها أن أمريكا مع إسرائيل، ولن تتخلى عنها تحت أي ظرف، لأن التخلي سيحرم ترامب وأترابه من العصابات الحاكمة في واشنطن من الوصول إلى السلطة والمال والنفوذ وشن الحروب غير المشروعة وفرض العقوبات غير القانونية على عشرات الدول، ليس من بينها نظام التطهير العرقي.
إن حكام واشنطن لن يقبلوا بأن تعزل شقيقتهم الإمبريالية الأحدث، وأن يكون التضامن العربي -الإسلامي مع الشعب الفلسطيني ملموسًا وفعالًا يضع حدًا لسياسات الدولة الصهيونية التوسعية.
لسان حال ترامب لنتنياهو قوله' نحن معكم في السراء والضراء.
هذا هو هدف الزيارة، ولو لم يكن كذلك لانتظر نتنياهو أيامًا قليلة سيلتقيه بعدها في واشنطن كعبد مطيع لنتنياهو، بمناسبة مشاركة دولة الاحتلال التي يمثلها كمتهم بارتكاب جرائم حرب بحكم من محكمة الجنايات الدولية، ورئيس وزراء دولة تنفّذ إبادة جماعية وتجويعًا متعمدًا وتهجيرًا قسريًا وتطهيرًا عرقيًا معلنًا، بحسب بيانات كل المنظمات الدولية.
سمحت أمريكا لنتنياهو بحضور الجمعية العامة، بينما غيبت لهدف سياسي إسرائيلي، التمثيل الفلسطيني على مستوى رفيع.
في هذا السياق، كان يجب أن تطرح الدول العربية على الجمعية العامة، أثناء التصويت على إعلان نيويورك لحل الدولتين، في 12 سبتمبر، مقترحًا يحرم نتنياهو من الحضور، ليس فقط لأنه كان وراء منع الرئيس أبو مازن من المشاركة في أعمالها، ولكن لأن حكم محكمة الجنايات يخول المجتمع الدولي بالتعامل معه كمجرم حرب ومارق.
لقد بلغت معاناة الغزاويين والصامدين في الضفة والمقاومين لتهويد القدس، الحلقوم، ويا ليت تكون قمة الدوحة في مستوى الحد الأدنى الذي لم يعودوا يأملون فيه، ليأسهم من عربهم.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية صورت في 14 سبتمبر جزءًا من معاناة شديدة القسوة عبر عنها غزاوي بقوله إنه "حزم أمتعته للمرة الثامنة منذ بداية الحرب، ليبدأ مع أسرته مرحلة نزوح محفوفة بالمخاطر لا تعرف نهايتها".
بعد هذا، هل بمقدور العرب الصحوة والتكفير عن عجزهم الفاضح، وعدم تكرار لعقهم لأحذيتهم عندما نقل ترامب سفارته إلى القدس الغربية المحتلة، عام 2018، واعترف بإسرائيلية الجولان السوري؟
للأسف، بعد عامين فقط، سارع بعضهم ليطبع مع محتل للقدس، ويوافق على التنسيق الأمني مع عدو يرى في الأمن لب التطبيع.

الكلمات الدلالية