صنعاء 19C امطار خفيفة

حِرَف اليمن وصناعاتها

حِرَف اليمن وصناعاتها

كَانَ في رأس المشروع امرأتان ورجل. أمَّا المرأتان، فَهُمَا أمة الرزاق جحاف تغشاها رحمة الله، والثانية: أمة الباري العاضي شفاها الله، والرجل زيد الفقيه. الثلاثة البررة أنجزوا ما لم ينجزه أحد قبلهم، وقاموا بما لم تقم به أية وزارة أو مؤسسة من المؤسسات اليمنية هنا أو هناك؛ فقد رأس الثلاثة فريقًا من فنيين وفنيات، وحرفيين وحِرَفيَّات، ومختصين ومختصات، وأديبات وأدباء، ومهتمات ومهتمين بالتاريخ والحياة الاجتماعية والثقافية، وكل ألوان الموروث في صنعاء، وزبيد، وسقطرى، وكان الاتجاه لعدن، والمكلا، وشبام، وتعز، وإب، ولكن كارثة الحرب أعاقت مشروعهم التاريخي والعظيم، وكانت أمة الباري العاضي هي رئيسة الفريق ورائدة المشروع، والأول فيه من البداية إلى النهاية.

زيد الفقيه وامة الرزاق جحاف

السجل (الكتاب) عن صنعاء مجلدان، قطع متوسط، حجم كبير، والعنوان: «مسح وتوثيق الحِرَف اليدوية التقليدية صنعاء 2006-2007». اشتمل الجزء الأول على ثلاثة أبواب:
الباب الأول:
· حِرفة الفضة.
· حِرفة العقيق.
أمَّا الباب الثاني:
· حِرفة الجنابي وحِرفة العِسْوَبْ.
والباب الثالث:
حِرفة الدباغة، وحِرفة الحزم والمحازم والمحازق، وحِرفة المناقلة، وحِرفة الحياكة.
أمَّا الفريق:
1- أمة الباري محمد العاضي، استشارية المشروع، رئيسة الفريق.
2- أمة الرزاق يحيى جحاف، الدراسات التوثيقية والمرجعية.
3- عبدالقادر الشيباني، المسح الميداني.
4- زيد الفقيه، المرجع الببليوغرافي والتدقيق اللغوي.
5- إبراهيم الحديد، التصوير الفوتوغرافي.
6- جمال رجاء، خبير GIS.
7- عبدالعزيز إبراهيم، الرسم.
8- مرزوق الويس، مصمم مطابع صنعاء الحديثة للأوفست.
9- هند عطسان، الرسم.
وهناك المنتدبون المشاركون: فاطمة جبران، وسامي الوزير، وسامي المغني من متحف التراث، ونادية الشيبة من مكتب الآثار -محافظة صنعاء، وأمة الرحيم أبو حاتم، ونجلاء الجوزي من المركز الوطني لتطوير الحِرَف، ومشاعل علي فرحان من مؤسسة بيتنا للتراث والتنمية.
وكان في الصدارة لتبني وتمويل المشروع وتقديم الدعم والمساعدة: الصندوق الاجتماعي للتنمية، ووزارة الثقافة، وكل من قدم مساعدة للفريق.
وتناول التمهيد التحولات الاجتماعية المتسارعة، وموجة العولمة، والمخاطر التي يتعرض لها الموروث الثقافي والحِرَف التقليدية، مؤكدًا على أهمية الدراسة والمسح، واستراتيجية بناء القدرات، والحفاظ على الإرث والكنوز الحضارية.
في الفصل الأول يدرس بيانات الخارطة الحِرَفية في مدينة (صنعاء القديمة، مواقع حِرفة الفضة)، ويدرس مهارة اليمنيين في إنتاج الحُلْي من الذهب والفضة منذ عصور موغلة في القدم، وتتجلى المهارة في دقة الصنع وجمال الشكل، ويشير إلى الاكتشافات في الدولة اليمنية القديمة، ويورد الأدلة على ذلك، ويدرس تنقية الفضة من الشوائب، ومعدن الرصاص، ومعدن النحاس، ومصدر المواد الخام، ويعود إلى المصادر التاريخية، وطريقة تحويل الفضة إلى سبائك، وطريقة الصَبّ، والضوابط القانونية، والأنواع والأنماط؛ ويورد الأنواع والأنماط، وطرائق نقش الفضة، وطرائق التلحيم، والمسميات، ويورد صورًا عديدة لهذه النماذج مع التعليق، والحوانيت وأصحابها، والصاغة وخبراتهم، وتسميات الجزيئات المكونة للأشكال المختلفة.
وفي الباب الأول؛ الفصل الثاني، يدرس حِرفة العقيق، ويدرس النسب التقريبية لاستهلاك المنتج، ويعطي لمحة تاريخية عن الأحجار شبه الكريمة: «العقيق»، و«الجزع»، ومدلول تسمية العقيق، وأنواعه وألوانه، ويُجري الفريق لقاءات مع سَمْسَرة نحاس، وأصحاب حِرفة حقل أحجام العقيق، ومع الحوانيت الأخرى المناسبة لهم.
ويقوم الفريق بتفريغ الخلاصة في استمارة المسح الخاصة بالتوثيق الحِرَفي (نوع الحِرفة: العقيق مع الفضة).
أمَّا الباب الثاني؛ الفصل الأول: «حِرفة الجنابي»:
يدرس الفريق أولًا النسب التقريبية لاستهلاك المنتج وطنيًّا وإقليميًّا وعالميًّا: الجنبيه، الرأس، المبسم، النصلة.
ويُجرون لقاءات ميدانية بسوق الجنابي، ويدرسون أدوات حِرفة الجنابي، ومن ثم تفريغ الخلاصة من استمارات المسح الخاصة بالتوثيق الحِرَفي.
الباب الثاني، الفصل الثاني: «حِرفَة العِسْوَب»:
بيانات الخارطة الحِرَفية في مدينة صنعاء القديمة، مواقع حِرفة العسوب، النسب التقريبية لاستهلاك المنتج: العسيب، عسيب جنبيه، عسيب الثومة. وعسيب الثومة تكون مشابهة لجنبيه الثومة، إلا أن نصلها يختلف عنه في صناعته ومادته وشكله. ويتناولون طريقة زخرفة العسيب، والحوانيت التي تبيع العُسْوَب والعَسِيبْ الميسر.
أمَّا الباب الثالث؛ الفصل الأول: «حِرفة الدباغة»:
يدرسون بيانات الخارطة الحِرَفية في مدينة صنعاء القديمة، ومواقع الدباغة، والنسب التقريبية لاستهلاك المنتج، والعناوين: مدخل، والمواد الأولية المستخدمة في الدباغة، وطريقة تجهيز المواد الأولية، وأدوات العمل المستخدمة، ومواصفات جلود الأغنام المُعدَّة للدباغة، وتهيئة الجلد للدباغة، ثُمَّ عملية الدباغة: الضربة الأولى، والضربة الثانية، والضربة الثالثة، ودهن الجلد، وكيفية الدهن، وتنظيف الصوف من مخلفات مواد الدباغة، وآخر عملية في الدباغة، ولقاءات ميدانية.
والباب الثالث؛ الفصل الثاني: «حِرفَة الحزم والمحازق»:
ويبدأ ببيانات الخارطة الحِرَفية، ومواقع الحِرفة، والنسب التقريبية لاستهلاك المُنْتَج، توطئة، ثُمَّ أنواع الحزم، ولقاءات ميدانية، وسوق الحزم والمحازق، والحوانيت، والمفردات الخاصة بالحزم والمحازق، وتفريغ الخلاصة الخاصة من استمارات المسح الخاصة بالتوثيق الحِرَفي.
الباب الثالث؛ الفصل الثالث: «حِرفة النِقّالة- صناعة الأحذية»:
بيانات الخارطة الحِرَفية، ومواقع حِرفة النقّالة، والنسب التقريبية لاستهلاك المنتج، يبدأ بتوطئة، والحوانيت الخاصة.
الباب الثالث؛ الفصل الرابع: «الحباكة»:
النسب التقريبية لاستهلاك المنتج، يَدرس الحباكة ومراحلها، ولقاءات ميدانية، وسوق المَدَر، تجليد الكتب، وأهم مواقعها، وكلها بجانب الجامع الكبير بصنعاء. والسجل التوثيقي مُزْدَان بصور الحِرَف المدروسة، وعناوين المواقع، والحوانيت. ويقع المجلد الأول في 262 صفحة. قطع كبير.
نتكلم عن الحضارة اليمنية، والقيم الإنسانية العظيمة التي ازدراها الآتي من مصارب «دَاحِس والغَبراء»؛ فقال: "ليس في اليمن إلا حائك برد، أو دابغ جلد، أو سائس قرد".
البررة الثلاثة الذين اضطلعوا بالمهمة العظيمة: دراسة وتوثيق الضائع والحِرَف في اليمن: رئيسة الفريق ورائدة المشروع أمة الباري العاضي، ترقد الآن في فراش المرض دون رعاية أو عناية أو علاج، وقد بذلت أزهى سنوات العمر في الوظيفة، فمن ينصفها؟!
أمة الرزاق جحاف، وهي دارسة فلسفة، وكان الدكتور أبو بكر السَّقَّاف يعتبرها من أنجب طلابه، فقد رحلت دون كلمة وداع.
وزميلنا الأستاذ الأديب الباحث والسارد زيد الفقيه؛ فهو الجندي المجهول في دار الكتب، لم يُعطَ حقه.

الكلمات الدلالية