صنعاء 19C امطار خفيفة

الغربة ليست اختيارًا

كثيرون لا يدركون معنى أن تُقتلع من بيتك ووطنك وتُدفع إلى المنافي قسرًا. يقولون لك: عد إلى عدن، وكأن العودة مجرد قرار شخصي أو رغبة عابرة. لكن الحقيقة أن العودة تعني بيتًا آمنًا يأويك، وتعني قبل كل شيء ضمانة لحياتك وكرامتك.

بيتي دُمّر في الحرب، وما بقي بيني وبين سلطات الأمر الواقع في عدن ليس أمرًا يُحلّ بمجرد وصولي. لست الوحيد الذي يختلف معهم، وهناك كثيرون لا يستطيعون العودة خوفًا من مصير محتوم قد يواجهونه. ومع ذلك، يظهر بعض المعلّقين ليكيلوا الشتائم لكل من يظل خارج الوطن، حتى إن كانت لديه رغبة في العودة، فيُحجم وهو يقول: إذا كان هؤلاء هم أتباع الانتقالي، فكيف بقادته؟
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن ليس كل مشرد في كشف الإعاشة، بل كثير من المستحقين يعيشون أوضاعًا مأساوية دون سند أو معين. الغربة ليست نعيمًا، بل وجع يومي يتجرّعه من لا بيت له ولا وطن آمن يفتح له ذراعيه.
رسالتي واضحة: من يضمن لي أن أعيش حرًا كريمًا آمنًا في وطني، فليبلغني، وسأعود فورًا. أما البقاء في المنافي فليس حبًا فيها، بل هروبًا من موت محقق وخوفًا على حياة تُصان بالكرامة قبل أي شيء آخر.

الكلمات الدلالية