صنعاء 19C امطار خفيفة

نداء السلام تدين العدوان الاسرائيلي الاخير على صنعاء

نداء السلام تدين العدوان الاسرائيلي الاخير على صنعاء
عدوان اسرائيلي على صنعاء ( منصات)

دانت جماعة نداء السلام، العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة صنعاء، والذي أسفر عن استشهاد قيادات سياسية مدنية، واعتبرته "عملاً إجرامياً مداناً بكل المعايير".

واكد بيان صادر عنهم، الثلاثاء، أن الدعم الأمريكي والغربي هو ما يشجع الكيان الصهيوني على التمادي في عدوانه ضد فلسطين واليمن وسائر الأقطار العربية.
ودعت نداء السلام جميع القوى الوطنية إلى تغليب مصلحة الوطن على أي مصالح أخرى، والانخراط في حوار شامل يؤسس لشراكة حقيقية ومواطنة متساوية، باعتبار ذلك الطريق الوحيد لبناء دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات الخارجية.

فيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام
تنديدا بالعدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء
تدين جماعة نداء السلام بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الاعتداءات الصهيونية الهمجية المتكررة، التي دأب الصهاينة على ارتكابها بحق العاصمة صنعاء والأعيان المدنية فيها وفي سائر المدن والمناطق اليمنية، التي تعرضت لعدوانهم الغاشم أكثر من مرة، ومن ذلك عدوانهم الأخير على العاصمة صنعاء، في يوم الخميس، الموافق 28 أغسطس الجاري، الذي استشهدت من جرائه قيادات سياسية مدنية في حكومة صنعاء. وهو عمل إجرامي مدان بكل المعايير والاعتبارات الوطنية والإنسانية.
إن هذا العدوان وغيره من الاعتداءات المتكررة هو امتداد لما يدور على أرض فلسطين المغتصبة، لا سيما على أرض غزة والضفة الغربية، من إبادة جماعية وتدمير لكل مقومات الحياة البشرية، بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من قوى الإستعمار في العالم، ومن الدول التي تدور في فلكها، دعماً مباشراً مكشوفاً لعصابات صهيونية منفلتة، بدأت بتنفيذ مخططها لاغتصاب فلسطين في عشرينيات القرن الماضي بتسهيلات من دولة الانتداب البريطانية، وصولاً إلى حصول العصابات الصهيونية سنة 1947م على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، لإقامة دولتهم الغريبة على جزء من الأرض الفلسطينية، وتم الإعلان رسمياً عن قيامها في شهر مايو من عام 1948م.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يتوقف العدو الصهيوني عن التعبير العملي عن نواياه العدوانية وأطماعه التوسعية. وها هو يعلن على رؤوس الأشهاد، على لسان نتن ياهو، وبعنجهية لا نظير لها، مستعينا بخارطة تشير إلى أن دولة الكيان الصهيوني الكبرى ستمتد من النيل إلى الفرات.
وما كان لهذ الإعلان الوقح أن يحصل، لولا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعطى مباركته المسبقة له. وهو الرئيس الأميركي نفسه، الذي بدأ عهده السابق بإشارة ذات دلالات، نشهد تجلياتها اليوم. حيث اعتبر مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إليها، في ولايته الأولى، ثم تعبيره  عن عدم رضاه عن صغر المساحة المغتصبة من فلسطين العربية، أي عن صغر حجم الكيان الصهيوني المحتل، وأكد رغبته عند إبتداء ولايته الحالية  في أن يتوسع هذا الكيان. وهذا يعني ضم كامل فلسطين إليه، مع أراضي عدد من الأقطار العربية المجاورة وهو الأمر الذي من شأنه أن يدق ناقوس الخطر الشديد لدى الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة، يدفعها لإتخاذ موقف من هذا الصلف الصهيوني، اقل ما فيه أن تبادر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان وأن تعتبر نفسها في حالة دفاع مشروع عن النفس، ويدعو جماهير الأمة للدفاع عن وجودها .
ولولا هذا الموقف الأمريكي، ومعه موقف الدول الاستعمارية الغربية الأخرى، لما تجرأ الكيان الصهيوني على شن عمليات إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية، واحتلال مناطق في الجنوب السوري، وصولا إلى مشارف العاصمة دمشق، واحتلال مناطق في جنوب لبنان، وتهديد لبنان كله، وإعلان عزمه على إعادة تشكيل مستقبل المنطقة، بالصورة التي يحلم بها، وبالمدى التوسعي الذي لم يتردد عن الإعلان عنه، والذي يصل إلى أراضي الحرمين الشريفين والأردن وسوريا والعراق ومصر. ولولا هذا الدعم المطلق لما مد ذراعه العدوانية إلى اليمن، وسيمدها غداً إلى كل أقطار الوطن العربي، الرافضة لوجوده ولتطبيع العلاقات معه.
ولولا هذا الدعم الأمريكي الغربي غير المحدود، لما تجرأ هذا الكيان الصهيوني الغاصب الدخيل، على ممارسة بلطجته في المنطقة وفي العالم، آمناً من العقاب الذي يوقع عادة على الدول المعادية للغرب الاستعماري، وضامناً دعم وإسناد أعتى قوة استعمارية عرفها التاريخ، وهي الولايات المتحدة، الأمريكية، التي لم تخجل من الانفراد في إعلان موقفها في الأمم المتحدة، الداعم والمدافع عن الوحشية الصهيونية، خارجة بذلك عن اجماع دولي غير مسبوق في إدانة الكيان الصهيوني وممارساته والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في فلسطين وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والعلاجية، لإنقاذ المرضى والمُجوَّعين عمداً من سكانه. وبلغت وقاحة الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد تجريم محكمة العدل الدولية وتشويه سمعتها وتوقيع عقوبات على بعض قضاتها، لمجرد أنهم أدانوا نتن ياهو وبعض أعضاء حكومته بجريمة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، إدانة مبنية على أدلة دامغة، لا مجال للتشكيك فيها.
ولولا هذا الدعم للمتوحشين الصهاينة، لبقيت أوهام الصهاينة التوراتية حبيسة عقولهم، ولما تجرأوا على الإعلان عنها وممارستها على الأرض العربية، لا سيما وأن المقاومة الأسطورية في فلسطين قد أثبتت عمليا ان هزيمة هذا الكيان الغاصب ممكنة، لو حسمت الأنظمة العربية أمرها وقررت استعادة الأرض الفلسطينية المغتصبة، ووضعت نفسها في خندق المقاومة الفلسطينية المشروعة لشعب فلسطين المغتصبة أرضه، بدلاً من الوقوف موقف المتفرج أو المتواطئ، تشاهد ما يجري في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، دون أن تفعل شيئاً أو تحرك ساكناً، ودون أن تدرك المصير الأسود الذي ينتظرها على أيادي هؤلاء المجرمين. وهو مصير تبدو مؤشراته واضحة في فلسطين وفي ما حولها. وفي هذا السياق تشيد جماعة نداء السلام بالموقف اليمني المساند لغزة، وتعتبر أن هذا الموقف يتسق تماما مع الموقف المبكر للشعب العربي في اليمن في نصرة الشعب العربي في فلسطين، منذ العام 1948م وما تلاه، وحتى اليوم.
إن جماعة نداء السلام، وهي تكرر إدانتها للعدوان الغاشم على العاصمة صنعاء وعلى الحديدة وعلى غيرهما من مناطق اليمن، تعتبر أي عدوان على أي رقعة من الأرض اليمنية عدوانا على سيادة اليمن كله وعلى كل أبنائه، وتعتبر أن الشهداء اليمنيين الذين ارتقوا، نتيجة الغارات العدوانية، الصهيونية والأميركية على مناطق مختلفة من اليمن، بمن فيهم شهداء الثامن والعشرين من أغسطس في العاصمة صنعاء، هم رصيد لليمن قدمه دفاعا عن الحق في مواجهة الباطل، ودفاعاً عن القضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية الأولى في ضمير كل يمني وكل عربي، على امتداد ما يقارب قرناً كاملاً من الزمان. بل وهي القضية التي أضحت، من خلال صمود الشعب العربي الفلسطيني وتضحياته الجسيمة، قضية كل أحرار العالم الذين يملأون شوارع وساحات بلدانهم دعماً ومساندة لأطفال ونساء ورجال غزة الصابرين الصامدين، وإدانة للكيان الصهيوني المتوحش وداعميه، الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية وتمردوا على كل القوانين والقواعد الدولية.
هؤلاء الأحرار الذين يعبرون عن الضمير الحي لشعوبهم، نشاهدهم على شاشات القنوات الفضائية، يجوبون شوارع المدن وساحاتها، على امتداد العالم، في سابقة غير معهودة، معتمرين الكوفية الفلسطينية ورافعين على رؤوسهم واكتافهم علم فلسطين مرددين بأصواتهم القوية (الحرية لفلسطين)، ومتحملين بصبر وثبات هراوات رجال الشرطة في بعض الدول، التي تسلطهم حكوماتها على أبناء شعبها، تلبية لرغبة الحركة الصهيونية في القضاء على الحراك الشعبي العالمي المتعاظم، الداعم لحقوق وحرية الشعب العربي في فلسطين. وفي هذا السياق لن ننسى آرون بوشنل، الضابط في سلاح الجو الأمريكي الذي عبر عن احتجاجه على الإبادة الجماعية التي تمارسها العصابة الصهيونية بمشاركة من حكومة بلاده، بإحراق نفسه حتى الموت، أمام بوابة سفارة الكيان الصهيوني في واشنطن، في الخامس والعشرين من فبراير عام 2024م. وتعمدت الآلة الإعلامية الصهيونية الأمريكية وتوابعها تجاهله ومحو اسمه من ذاكرة الشعوب. 
وفي الوقت الذي تكرر فيه الجماعة إدانتها العدوان الصهيوني الآثم على اليمن وتحيي كل أحرار العالم، المتصدين للغطرسة الأمريكية الصهيونية، المستنكرين للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، المطالبين بإيقافها وبفتح المعابر، لإنقاذ سكان القطاع من القتل جوعاً على أيدي الصهاينة المتوحشين، في الوقت الذي تحيي فيه هؤلاء، وعلى رأسهم ذلك الضابط الأمريكي الشاب، تهيب باليمنيين، كل اليمنين، إلى أن يعيدوا النظر في مواقفهم واصطفافاتهم وولاءاتهم للقوى الخارجية، ويوحدوا صفوفهم ويوجهوا ولاءهم كله لليمن وحده ولشعبه العظيم، الذي تجرع كل أنواع العذاب والمعاناة والبؤس والجوع، عبر السنوات الثقيلة الماضية، وتناشد كل القوى السياسية الفاعلة أن تستشعر المسؤولية الوطنية، وتتوجه بنية صادقة إلى حوار وطني مسؤول، لا يستثني أي مكون من المكونات اليمنية، في شمال اليمن وجنوبه، يؤسس لبناء الدولة اليمنية الجامعة، دولة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات. الدولة التي تكتسب عوامل القوة من تلاحم أبناء شعبها، بمختلف مشاربهم السياسية، وتوفر الشروط الموضوعية لحماية اليمن، أرضه وسمائه وبحاره وخيراته، وتسهم بفعالية في الحفاظ على الأمن القومي العربي المستباح، وتشكل عامل قوة لأشقائها العرب والمسلمين .
إن تصالح اليمنيين بكل أطيافهم ورص صفوفهم وبناء دولتهم المنشودة هو الضمان الأكيد لصنع مستقبل زاهر لليمن كله، وهو وحده السبيل إلى المساهمة الفاعلة المؤثرة في قضايا الأمة والصمود في وجه أعدائها.
النصر للمقاومة على أرض فلسطين وعلى كل أرض في هذا العالم تقاوم عدوانية المعتدين وطغيانهم وصلفهم. وتحية لأسطول الصمود العالمي، الرافض للوحشية الصهيونة، المتجه الآن بحراً إلى غزة، لفك الحصار عنها، وإنقاذ أبنائها من الموت المحقق، عبر القصف والقتل والتدمير والتجويع المتعمد، والرحمة والخلود لشهداء فلسطين في الأرض الفلسطينية وفي اليمن وفي سائر أقطار الأمة، والشفاء للجرحى، والخزي والعار للكيان الصهيوني الغاصب ولحيواناته المتعطشة للدماء، المعادية للحق والخير والعدل، ولكل داعميه ومناصريه والمتغاضين عن شروره.
جماعة نداء السلام
صنعاء في 31 أغسطس 2025م

الكلمات الدلالية