هل من الأخلاقي أن نشمت بمقتل أعدائنا؟
من الطبيعي أن يشعر الناس بالارتياح أو الفرح عند مقتل أعدائهم، أو أولئك الذين ألحقوا بهم أذى شخصيًا، أو حين يعتقدون أن في موت شخصٍ ما توقفًا للأذى الذي كان يصدر عنه في حياته. هذه المشاعر تكاد تكون سمة إنسانية عامة، مع وجود استثناءات نادرة.
لكن هناك فارقًا جوهريًا بين أن نشعر بالفرح في داخلنا لمقتل من نظن أنه يستحق العقاب، وبين أن نُعلن هذا الفرح، ونُظهر الشماتة على الملأ، كما يحدث اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي. فإظهار الفرح والشماتة لا يوجَّه إلى المقتول، إذ لم يعد يتأذى بشيء، بل يوجَّه -من حيث الأثر-ـ إلى أهله وذويه. وهؤلاء قد لا يكونون جميعًا موافقين على سلوكه الذي أضرَّ بنا، بل ربما عارضه بعضهم أو اكتفى بالصمت حياله، وفي كل الأحوال فهم غير مسؤولين عن أفعاله، ولا يستحقون أن يُزاد على ألمهم ألم آخر.
لذلك أقول لمن شمت وأعلن سعادته بمقتل رئيس وزراء حكومة الحوثيين وبعض وزرائه: فكّر في الأسر المكلومة التي تركها هؤلاء وراءهم. فهناك نساء ترمّلن، وأمهات ثكالى فقدن أبناءهن، وأطفال تيتموا. هؤلاء لا ذنب لهم، ولا يستحقون أن يُؤذَوا بمشاعر الشماتة العلنية.