رسالة إلى اليمنيين:
لا حميد ولا الحوثي... بل دولة المواطنة
أيها اليمنيون، لقد جربنا كل أشكال الحكم، من الإمامة التي حصرت السلطة في "البطنين"، إلى المشيخة التي جعلت من اليمن ملكية شخصية يتقاسمها الشيوخ كغنيمة، إلى حكم العسكر الذي لم يخرج عن عقلية الغلبة. واليوم نقاتل مشروعًا إماميًا جديدًا باسم الحوثية، يكرر نفس الفكرة القديمة: "حق إلهي" لا يخضع للمواطنة ولا للدستور.
لكن السؤال الذي يجب أن نواجهه بصدق: ماذا بعد الحوثي؟
هل سنعود إلى بيت الأحمر ليقول لنا حميد أو غيره: "أنا شيخكم الأكبر، أدوا لي ربع خزائن الأرض كما كان يفعل أبي"؟ أم سيُعاد إنتاج مشهد "الأسياد" في شكل جديد، ويدفع المواطنون الفقراء دمهم وقوتهم ثمرة لصراع السادة والمشايخ؟
إن أخطر ما يواجه اليمن ليس الحوثي وحده، ولا حميد الأحمر وحده، بل الفكرة العميقة التي لم نكسرها بعد: أن الحكم ميراث لعائلة أو قبيلة أو طائفة. ما لم ننزع هذه الفكرة من جذورها فلن يكون نصرنا إلا استبدال سيدٍ بسيد، وإمامٍ بزعيم قبيلة.
اليوم نقف على مفترق طرق:
1. إما أن نصنع عقدًا اجتماعيًا جديدًا يقوم على المواطنة المتساوية، دستور يعلو فوق الجميع، وقانون يخضع له الشيخ والسيد قبل الفقير.
2. أو نستمر في الدائرة المفرغة، حيث ينهزم إمام ليظهر شيخ، ويسقط شيخ ليعود إمام، بينما اليمني البسيط هو وقود هذه الحروب.
لقد حان الوقت أن نقولها بصوت واحد:
لا إمامة بعد اليوم.
لا مشيخة فوق الدولة.
لا سلالة تحكم باسم الله، ولا قبيلة تحكم باسم العرف.
فقط دولة، دستور، ومواطنة متساوية.
اليمن لا يحتاج إلى "سيد" جديد ولا "شيخ" جديد، بل يحتاج إلى دولة حديثة، تكفل حقوق الجميع، وتضع الجميع -من حميد الأحمر إلى أصغر مواطن في تهامة- أمام قانون واحد، لا فضل فيه لسلالة ولا لقبيلة ولا مال.