مَعْرفش.. إزاي..
هل تعي ما تقول؟!
بلد يضم بين جنبيه وتحت جوانحه مائة مليون أو يزيدون..
يمثل مركز تنوير وإشعاع حضاري..
نذر نفسه كملجأ وكسياج لمن حوله.. ولكأنما انتخبته "الجيوبوليتيكا" ليكون همزة وصل كونية وواسطة التقاء للعالمين..
إلى جانب تحمله مسؤولياته وممارسة وظائفه تجاه شعبه باقتدار، كان، ومايزال، يبث أنواره لأكثر من مليار ونصف من البشر..
وعلاوة على أنه يمارس التعليم والتدريب والتأهيل والحماية لأبناء أمته، فهو، إلى ذلك، يحتضن الفارين من بطش وجحيم حكامهم وحكوماتهم..
ويعول النازحين بفعل كوارث أنظمة حكمهم.. ويحتضن، بتؤدة، طلائع الطلاب والدارسين القادمين من مختلف أصقاع العالم العربي والإسلامي الموبوء بالجهل والتخلف والعصبيات والاقتتال..
ويوفر ملاذًا آمنًا للمنبوذين والمشردين والمهجرين قسريًا من بلدانهم الشرقية العربية الوطنية الملكية والجمهورية على حد سواء..
ويستقبل الآلاف المؤلفة من المرضى وذوي الإعاقة البدنية والعقلية.. ليعيد تأهيلهم وإدماجهم في الحياة العملية.
بعد أن يوفر لهم المصحات.. والمستشفيات بمختلف التخصصات المزودة بأجهزة الكشف الطبي.. وأرقى المختبرات.. وبكفاءات علمية واستشارات عالية المهارات والقدرات..
أيادٍ بيضاء نظيفة محبة تطبب الأرواح والعقول، قبل تطبيب الأبدان..
وعقول، بأفكار راقية، تبث أنوار مخزونها العلمي والأدبي والثقافي والفكري، لترسخ المفاهيم.. وتُكسب الخبرات.. وتنشر الهدي الرباني بكل الأرجاء.. قلوب رقيقة تضع لمساتها الإنسانية وطيبتها وجماليات ودها ورفقها للعالمين، دون أن تُشعر الوافدين والمستجيرين من مختلف القري والبلدان والأصقاع، بأية ممارسات انتقائية عنصرية.. طبقية.. أو جنسية أو هُوياتية..
تلك هي أم الدنيا مصر المحروسة العزيزة الكريمة العظيمة..
وهذا هو شعب مصر الكريم العزيز الخلوق الرقيق..
…..
فهل، بعد ذلك، هل يعي ما يتقوله المتقولون على مصر وعلى شعب مصر.. وعلى دور مصر التاريخي والحضاري في صناعة السؤدد والمجد والانتصار والفخار لمواطنيها وللأمتين العربية والإسلامية..؟
…. هذه هي مصر الكنانة..
وهذا أنا المحب المبحر والذاهب في حبها للأعماق..