يا صادقَ الوعدِ

أنس الشريف ورفافه- منصات
إلى الشهداء، أنَسَ الشَّريفِ ورفاقِه
يا صادقَ الوعدِ يا مغوارُ يا أنسُ
يا طاهرَ النَّفسِ يا نبراسُ يا قبسُ
أسمعتَ صوتاً يخافُ الإفكُ نبرتَه
كشفتَ عمَّا يواريهِ ويحترسُ
أرعبتَ بالصوتِ من لا صوتَ يرعبُهم
إن جاءَ من صوبِ من خاروا ومن يئسوا
برزتَ كالَّليثِ والنِّيرانُ صاعدة
وحولكَ انهارتِ الجدرانُ والأسُسُ
برزت (بالمايك) تروي من فظائعهم
ما حاولوا ستره عمداً وما طمسوا
لم يشهدِ النَّاسُ في التاريخِ مثلَهمُ
وحوشُ غابٍ، أفاعٍ فعلُها دنِسُ
لا يُشفِقون على طفلٍ ولا امرأةٍ
إذا أسالوا دماً ينتابهم هوَسُ
القتلُ بالجوعِ والإفناءِ نهجهمُ
مِمَّا جرى للهنودِ الحمرِ مُقتَبَسُ
تطوفُ من منزلٍ يبكي سواكِنَه
إلى مآوٍ بها الأطفالُ قد هُرسوا
إلى مشافٍ يجول الموتُ منفلتاً
فيها، يطيحُ بمن يلقى ويفترسُ
وفي الشَّوارعِ أنت العينُ، ترصدهم
تحكي جرائمَهم والقومُ قد خرسوا
لا بارك اللهُ في قومٍ بُليتَ بهم
الحقُّ عندهمُ بالزَّيفِ ملتبسُ
لا يحشدون لأعداءٍ تهدِّدهم
لا يشعرون ولو نصلاً بهم غَرسوا
لا يحزنون إذا طفلٌ قضى سغباً
الحزنُ ليس لمن أيَّامُهم عرسُ
طفلٌ يجوع وكفُّ الموت تجذبه
وأمُّه تستغيثُ اللهَ تلتمسُ
يا ليتهم من فُتاةِ المالِ قد وهبوا
لجائعٍ أو فقيرٍ هدَّهُ التَّعَسُ
المالُ حملٌ ثقيلٌ يُبتلون بهِ
حتى يُخفِّفَ عنهم طامعٌ شرسُ
ما بالهم يمنعون المالَ صاحبَه،
ويستبدُّ به لصٌّ ومختلسُ؟!!
هل يحسبونَ بأنَّ الَّلصَّ حارسُهم؟
لم ينج قومٌ لهم أعداؤهم حرسُ
ظنُّوا بأعدائهم خيراً، وليتهمُ
لم يجهلوا مكرَهم، أو ليتهم درسوا
دعهم يوالون شرَّ النَّاسِ من بَلَهٍ
لن يشعروا في غدٍ إلَّا وقد كُنِسوا
حذَّرتَهم طامَّةً كبرى ستدهَمُهم
إن غزَّةَ استسلمت أو أهلَها اندرسوا
ضاقت عصاباتُ صهيونٍ بما نطقت
به لسانُك واحتارت بكَ العسسُ
فما يطيقون تحذيراً لمن غفلوا
ولا يطيقون إيقاظاً لمن نعسوا
كم هدَّدوكَ ولم تضعف أمامَهمُ
ولم يخيفوكَ يا حادي وإن عبسوا
فاستحضروا القتلَ، والتَّقتيلُ شِرعتُهم
مُذْ أعدموا أنبياءَ اللهِ وانتكسوا
لك البقاءُ شهيداً لن تموتَ وقد
زكَّاك ربُّك واستصفاكَ يا أنسُ
واختارَ صحبَك أطهاراً، بسالتُهم
لن تُنتسى ما توالَى الصُّبحُ والغلسُ
روَّادُ حقٍّ مضوا والنَّاسُ تذكرهم
ذكراً جميلاً بما أوفوا وما غرسوا
وغيرهم تخجلُ الأجيالُ إن ذُكروا
ويبرأُ الشيخُ والأحبارُ والقسسُ
لك البقاءُ، وصحب ما تركتَهمُ
حيَّاً وميْتاً، بهم في الخلدِ تأتنسُ