صنعاء 19C امطار خفيفة

في مهمة البحث عن مَخرج!

اليمنيون، بطبيعة حالهم، لا يعجزهم الإقدام، حدالتهور، والمبادرات، وعقد الصفقات، والدخول في المشاريع والشراكات.

وهم متمرسون حتى في إذكاء الثورات.
والأسهل من كل ذلك إشعال الحروب والاقتتال.. وتدوير الصراعات.
وكذا دوام إثارة الخلافات البينية، والمماحكات والنزاعات، وصناعة الأزمات المختلفة.
ما يعجزهم، فقط، هو كيفية الخروج، بعدها، من هذه الورطات المحبوكة والمصنوعة بأيديهم، عندما "تعتجن" عليهم، ويزمعون أو يرغبون في الخروج مما هم فيه، فيقعون في حالة حيص بيص، و"تطيس" عليهم تمامًا مسألة الحلول، ولا يهتدون لإيجاد سبل للمخارج وتعبيد طرق للعبور.
وإذاك، وبإزاء استفحال الفشل الذريع والمراوحة والعماهة، يلجؤون، على الدوام، للبحث عن المبررات، والتهم المعلبة والجاهزة، ولا أسهل، عندهم، من الاستدعاء والتوسل بأسطوانة المؤمرات الخارجية، وإلقاء اللوم على الغير، والإشارة الدائمة بأصابع الاتهام للآخر "المتربص"، واتخاذ هذا النهج كشماعة ومشجب يعلقون عليه عجزهم وتقاعسهم، وفشلهم الذريع في الخروج من المآزق ذات الصناعة المحلية.
وهذا ما يسلط الضوء، في الواقع، على عقدتهم التاريخية، "العقدة اليزنية"، الموسومة، على الدوام، بانتظار الحل يأتي من الخارج، ما يدفعهم، بالتالي، للارتماء في أحضان الدول الأخرى، والتجائهم لتحكيم الغير للفصل في ما بينهم، وكذا استدعائهم للجوار وللإقليم، وهو ما يفضي، بطبيعة الحال، إلى التدخلات الأجنبية في شؤون البلد لفصل وحل الخلافات البينية، لأن عقولهم، حينذاك، تتجمد وتتعطل، تمامًا، عند البحث عن منافذ، أو حتى مخرج طوارئ للتخلص من معاناتهم، وإشكالاتهم المحيقة.
هذه عادة، تبدو متوارثة ومتواترة، وقد تتحول، في ظروف وأوقات معينة، إلى عقدة مستفحلة، وعقيدةراسخة في الأذهان، لها شواهد موغلة في التاريخ، ومعاصرة.
وتلك هي عادة متبعة ومتجذرة في حياة المجتمع، وتصم سلوك اليمني، ولا يجد منها مفرًا ولا مهربًا، ما يستدعي، بالتالي، البحث بجدية، لدراسة هذه الحالة الكارثية، والتفكير الجاد لما من شأنه إيجاد حل جذري للانعتاق منها.
وهذا الحل، وفي ظل تداخل وتفاقم وتشابكات الوضع الراهن، هو ما يجعلني أؤكد لكم أنني هنا أصير، كبني قومي، تمامًا، لا أدري كيفية الاهتداء إليه..
ولذلك سأكتفي بما قلته.
والله المستعان.

الكلمات الدلالية