التحالف في أحاديث الناس
بما أن أحاديث الناس أصبحت لا تخلو من هموم معيشتهم وما صاروا عليه من وضع قاهر، مع تدخلهم المشبع بالحديث في الجانب السياسي، لأن الاثنين مرتبطان ببعض، ولا فكاك لهذا عن ذاك.
وبينما أنا مار في أحد أسواقنا المحلية، رأيت جمعًا من الناس يتحدثون فاقتربت منهم، بل إني أخذت لنفسي موقعًا معهم لعلي أسمع بإنصات ما يقولون من كلام.
فاتضح لي أن أحاديثهم كانت متنوعة، إلا أن حديث الجميع كان منصبًا ومركزًا نحو الإخوة في دول التحالف، والكل يرمي باللوم والعتب عليهم، حتى إن البعض يقولون إن التحالف لم يأتِ لمساعدتنا كما يقول، بل إنه أتى لتعذيبنا وإفقارنا فوق ما بنا من فقر.
التحالف كان ظالمًا معنا. التحالف كان ومازال مخادعًا، وليس له نية في إصلاح شيء نستفيد منه.
لننظر ماذا قدم التحالف منذ أن حط رحاله في أرضنا..
ينط آخر ويقول: ألم تتذكروا بداية دخوله -يقصد التحالف- عندما أشبعوننا باللحم، وهنا في هذه اللحظه المفرحة الكل منا كان يقول إن كانت هذه البداية، فالسعد والفرح وخيراتهم ستتوالى علينا. وكل هذا لم يستمر، بل مثل بيضة الديك مرة واحدة، وبعدها انهالت علينا النكبات والزرات من كل مكان.
يتدخل آخر بقوله كذلك جميعًا يتذكر الهلال الأحمر الإماراتي، وتلك السلال الغذائية التي كانت تقدم منتظمة في وقتها، وتستفيد منها الأسر الفقيرة، وها هي مثل أخواتها اختفت نهائيًا، وهي بالنظر إليها تجعل المستفيد منها إنسانً اتكاليًا وإنسانًا سلبيًا يريد شيئًا جاهزًا دون جهد وتعب.
الإخوة في التحالف حتى وإن قللوا -إن لم يكونوا قد اختفوا- في عطائهم مثلما كان في السابق، وهذا ليس بخلًا منهم، بل إنهم غيروا الخطة، وقد نكون نحن السبب في تغيير خطتهم نحونا.
فما كان يقدم منهم من معونات ذهبت الآن إلى التشكيلات العسكرية الكثيرة المنتشرة في طول وعرض البلاد، ونحن رحنا ضحية فيها.
فكل هذه التشكيلات تتلقى دعمها من التحالف من رواتب بالريال السعودي المسمى الحافز، ولا ندري على ماذا هذا الحافز، والكل رابض في مكانه.
كذلك النثريات وتوابعها من الأشياء الكثيرة.
فترة وجود التحالف هنا هي فترة لا بأس بها، وكل هذه الفترة تم تشكيل قوات بأعداد بشرية مهولة، كل هذه القوات لم تختبر الاختبار الحقيقي.
فهل رأيتم منهم عزيمة وإصرارًا على خوض معركة فاصلة بهذه القوات مع من يدعون أنه العدو المفترض، أي الحوثي؟
ليس هناك نية لهذه المعركة، بل إن المعركة أصبحت معنا وضدنا، ونحن من نخوض هذه المعركة كشعب جائع وفقير، والحسم الذي كانوا يتحدثون عنه تبخر، بل فص ملح وذاب.
بقي أن نقول هذه هي أحاديث الناس المتوجعة النابعة من شدة الألم، وهذا ما صاروا عليه في عهد التحالف الذي دخل لمساعدتهم فخذلهم خذلانًا كبيرًا، وتركهم يعانون الأمرين.