صنعاء 19C امطار خفيفة

الوَهَّابِيِّة في عُيُون عُلَمَاء الإسْلَام(2-2)

ثَانيًا: رأي علماء اليمن المجتهدين وغيرهم في الوهابية:

وقال شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه الله في كتابه (البدر الطالع): «ولكنهم -أي: الوهابية- يرون أن من لم يكن داخلًا تحت دولة صاحب نجد، وممتثلًا لأوامره خارج عن الإسلام»(1).
وذكر المؤرخ جحاف في تاريخه (درر نحور الحور العين، تحقيق إبراهيم المقحفي): «أن الوهابية لما دخلوا أبي عريش، وهزموا الأشراف أخذوا الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن البهكلي، قاضي الأشراف، ونكلوا به، وطلبوا منه أن يجدد الشهادتين، وأن أبويه ماتا على الشرك، وبعثوا من جهلتهم من يحفظه ويعلمه أمور الدين»! هذا مع قول الشوكاني عنه بأن له يدًا طُولى في الاجتهاد.
وذكر جحاف أنهم كانوا يعزرون مَنْ لا يحضر لصلاة الجماعة إلى غير ذلك من أمورهم. وقال: «وداعيتهم انحصرت في منع التنباك -والقول في تحريمه غلط وجهل- وحلق الرؤوس، وهدم المشاهد المبنية على القبور، والقول بالتوحيد، وتكفير من اعتقد في غير الله تعالى، وتنكيل من لم يحضر الصلاة. وهذه أمهات مسائلهم، وقد كفروا أهل القبلة جميعًا؛ فغلطوا في ذلك غلطًا فاحشًا»(2).
وقال العلامة الحسن بن أحمد عاكش -تلميذ الشوكاني- في (الديباج الخسرواني): «ولا نزاع في أن مبتدأ هذه الدعوة من الشيخ محمد بن عبدالوهاب حق، حيث طلب من الخلق إفراد خالقهم بالعبادة التي هي معنى كلمة الإسلام لا إله إلا الله، وعدم اعتقاد الضر والنفع في أحد سوى الله تعالى، وهدم المشاهد والقباب التي نشأ منها الاعتقاد الفاسد للعوام، ولكن ما شيب صفو هذه الدعوة بما كدرها من الغلو الذي تأباه محاسن الشريعة المحمدية السهلة السمحة التي ليلها كنهارها. وكم جرى في أيامهم من عظائم على أيدي أمراء انتهكوا المحارم، وأحلوا ما حرم الله من المآثم، واستباحوا الضعفاء والمساكين، واستحلوا الدماء والأموال المعصومة بعصمة الإسلام، ولم يكن في أيديهم حجة غير دعواهم أن الناس بما أحدثوا من الأفعال والأقوال صاروا غير مسلمين، وقد ألف الشيخ محمد بن عبدالوهاب رسائل في هذا المعنى»(3).
وذكر الشيخ عبدالرحمن بن أحمد البهكلي -تلميذ الشوكاني- في (نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود): «أن صاحب الدعوة النجدية حينما أرسل جيشًا عام 1217هـ لغزو تهامة بقيادة عبدالوهاب (أبي نقطة) قال: وكان بين الجيش كثير من العلماء من بينهم محمد بن أحمد بن عبدالقادر الحفظي العجيلي، والشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب بن الشيخ بكري الحفظي العجيلي، وكان الشيخ محمد بن أحمد بن عبدالقادر، ووالده الشيخ العلامة الكبير أحمد بن عبدالقادر ممن خالطت قلوبهم بشاشة الدعوة النجدية، وناصروا دعاتها بأشعار الحماسة والأقوال في الرسائل إلى أهل الرياسة؛ ومما بلغني عن الشيخ محمد بن أحمد بن عبدالقادر أنه قال: أعظم حامل لي على مصاحبة عبدالوهاب (أبي نقطة) إلى اليمن؛ لئلا يتبادر منهم سوء من الأمير تقليدًا لما بين يديه من رسائل النجديين، وتعميم الشرك على كل من لم يدخل معهم في الدعوة»(4).
وقال العلامة الشجني في كتابه الذي أفرده لترجمة شيخه العلامة محمد بن علي الشوكاني (التقصار في جيد زمان علامة الأقاليم والأمصار): «ومازال الله سبحانه يدفع به –أي بالشوكاني- عن هذه الدولة القاسمية -خلدها الله وأهلها، وأمن بلادها ورعيتها من شوائب الفتن ونوائب المحن- ما لا يعهد مثله منذ خرج الأتراك من أرض اليمن إلى وقتنا هذا. فمن ذلك فتنة النجدي التي صمت وعمت، واشتد بلاؤها، وعم بلواها؛ حتى تأججت بأطراف اليمن نارها، واشتعلت بحمى وطيسها أقطارها، واتصلت بالأغوار والأنجاد، وعصف إعصار دخانها بجميع البلاد؛ فحلق قتامها بجو الحجاز سحابًا، وانهل به عارض وبلها شررًا والتهابًا؛ فعجز عن دفعها الملوك، وأذعن لها المالك والمملوك، ودكدكت الصياصي، وحزت بشفرتها النواصي، وهابها كل داني وقاصي، فلما أناخت كلكلها بتهامة وتلك الأطراف، واشتم ريح أنفاسها رعايا مخلاف أبي عريش والأشراف، في عام اثنتي عشرة مئة وسبع عشرة؛ فكتبوا إلى الإمام المنصور بالله يشكون إليه ما دهمهم ويستغيثون به مما أهمهم».
ثم ذكر قصيدة الإمام الشوكاني قالها لآل سعود على طريق النصح:
إلى الدرعيةِ الغراءَ تسري
فتخبرها بما فعل الجنودُ
وتصرخ في ربى نجدٍ جهارًا*
فيسمعها إذا صرخت سعودُ(5)
وقال العلامة صديق حسن خان في كتابه (أبجد العلوم)، ناقلًا عن العلامة محمد بن ناصر الحازمي عن ابن عبدالوهاب ما نصه: «هو رجل عالم متبع الغالب عليه في نفسه الاتباع، ورسائله معروفة، وفيها المقبول والمردود، وأشهر ما ينكر عليه خصلتان كبيرتان:
الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها.
الثانية: التجاري على سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا إقامة برهان»(6).
هذا بالإضافة إلى مؤلفه الذي سماه (براءة أهل الحديث من الوهابية) أو (ترجمان الوهابية).
وقال الإمام محمد عبده: «إن الوهابية غلوًا في بعض المسائل غلوًا أنكره عليهم سائر المسلمين»(7).
وقال أيضًا: «الوهابية قاموا للإصلاح، ومذهبهم حسن، لولا الغلو والإفراط. أي حاجة إلى قولهم بهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم، والقول بكفر جميع المسلمين، والعمل على إخضاعهم بالسيف أو إبادتهم!» (8).
وفي أبيات للسيد العلامة أبي بكر بن شهاب ندد فيها بالوهابية ومذهبهم يقول فيها:
أرشد الله شيعة ابن سعودٍ
لاعتقاد الصواب كي لا تعيثا
شبهوا جسموا بالأين قالوا
لوثوا أصل دينهم تلويثا
وتسموا بأهل الحديث وهاهم
لا يكادون يفقهون حديثا
وقال العلامة محمود شكري الألوسي في كتابه (تاريخ نجد، تحقيق: محمد بهجت الأثري، دار الثقافة الدينية)، بعد ذكر سعود بن عبدالعزيز، فقال: «إنه قاد الجيوش، وأذعنت له صناديد العرب ورؤساؤهم؛ بيد أنه منع الناس عن الحج، وخرج على السلطان، وغالى في تكفير من خالفهم، وشدد في بعض الأحكام، وحملوا أكثر الأمور على ظاهرها، كما غالى الناس في قدحهم. والإنصاف الطريقة الوسطى لا التشديد الذي ذهب إليه علماء نجد وعامتهم من تسمية غاراتهم على المسلمين بالجهاد في سبيل الله، ومنعهم الحج، والتساهل الذي عليه عامة أهل العراق والشامات وغيرهما من الحلف بغير الله، وبناء الأبنية المزخرفة على قبور الصالحين والنذر لهم وغير ذلك مما نهى عنه الشارع. والحاصل أن الإفراط والتفريط في الدين ليس مما يليق بشأن المسلمين بل الأحرى بهم أتباع ما عليه السلف الصالح، وتكفير بعضهم لبعض مستوجب للمقت والغضب»(9).
وقال مؤرخ مصر عبدالرحمن الرافعي في كتابه (تاريخ مصر) (عصر محمد علي): «الفكرة التي دعا إليها الشيخ محمد بن الوهاب في أصلها وفي جوهرها فكرة صحيحة، ولكنه غلا فيها وتشدد حتى صار أساسها تكفير كل من لم يأخذ مأخذه، أو يتبع تعاليمه واعتباره مشركًا بالله. ومن هنا جاءت تسمية الوهابيين للمخالفين لهم (مشركين). ومثل هذه الدعوة قد تصادف نجاحًا وتجد لها الأتباع في بلاد فُطِرَ أهلها على الخشونة والبداوة، ولكنها تتعارض ومقتضيات الحضارة والعمران.
ومن تعاليم الوهابية: تحريم لبس الحرير وشرب الدخان التنباك، وكذلك تحريم إقامة المزارات، ونصب القباب على القبور، واعتبارها مخالفة لأحكام الدين، ثم الدعوة إلى هدمها، وغير ذلك من التعاليم المنطوية على التشدد والغلو؛ على أن هذا الغلو لم يسيء إلى الدعوة الوهابية بمقدار ما أساء إليها الإسراف في القسوة وارتكاب الفظائع مع المخالفين في المذهب والعقيدة»(10).
وقال المؤرخ التونسي محمد بيرم في كتابه (صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار): «أتباع عبدالوهاب الذين ظهروا في أوائل القرن الثالث عشر ناشرين دعوة شيخهم محمد بن عبدالوهاب، حيث كان مدعيًا بحفظ السنة، وإبطال البدعة؛ فتجاوز الحدود؛ حتى منع المباح، وقويت شوكته حتى تسلط على الحرمين الشريفين وقطعة من العراق إلى كربلاء ومسجد علي وخربه وهدم البناءات على القبور، وأزال الكتابات التي عليها، وأراد أن يحمل الناس على الاتباع حتى في العادات الدنيوية، -وإن اختلفت الأعصار- ولم يتقيد بمذهب خاص، بل إنه يدعي العمل بالحديث على مقتضى ما يفهمه، وملخص الكلام أن هاته الفرقة تجاوزت المقصد الصحيح في الدين الذي ينبغي التيقظ إليه، وإن كانت تدعيه، كما أن بعض الرادين عليها تجاوزوا حد ما ينبغي، وخرجوا أعمالهم كلها عن حدود الشرع، بل كادوا أن ينسبوها إلى الكفر»(11).
وقال الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية): «إن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة؛ بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنهم يحاربون البدع، وهي منكر تجب محاربته، ويجب الأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وقال: «يلاحظ أن علماء الوهابيين يفرضون في آرائهم الصواب الذي لا يقبل الخطأ وفي آراء غيرهم الخطأ الذي لا يقبل التصويب!»(12).
وقال العلامة المفسر جمال الدين القاسمي في (تاريخ الجهمية والمعتزلة): «أما البلاد المنتشر فيها مذهب السلف الأثرية خاصة في العقائد فهي بلاد نجد بتمامها، فإنها سلفية الاعتقاد لكن يغلب عليهم الجفاء والغلو»(13).
وذكر عبدالعزيز الجربوع في مقال له بعنوان (الوارف في مشروعية التثريب على المخالف) أن الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ المتوفى عام 1233هـ لما غزت الدولة العثمانية بلاد التوحيد -بعض مناطق الجزيرة العربية- (تأمل!) ألف كتابًا أسماه (الدلائل) بين فيه ردة القوم -أي: العثمانيين- بل ردة من عاونهم وظاهرهم من المسلمين، وسمى جيوشهم (جنود القباب والشرك).
وذكر أن الشيخ حمد بن عتيق المتوفى عام1301هـ رحمه الله ألف كتابًا في نقد الدولة العثمانية، وبيان ضلالها سماه (سبيل النجاة والفكاك من ولاة المرتدين والأتراك).
قال: وفي شعر الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله- ما يدل على غليظ القول في مخالفة الدولة العثمانية لشرع الله والتي يسميها الناس اليوم الخلافة الإسلامية حيث يقول:
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم *فحقٌ؛ فهم من أكفر الناس في النِّحَلْ!
وأعداهمُ للمسلمين، وشرهم
ينوفُ ويربو في الضلال على المللْ
ومَن يتولَ الكافرين فمثلهم
ولا شك في تكفيره عند مَنْ عقلْ
وفي مقال لي استعرضت فيه كتاب الأستاذ فرحان المالكي (جذور داعش) جاء فيه: "ولكيلا يُرمى القول جزافًا؛ فلنأتِ على كلام أحد علماء الوهابية الكبار، ليكون بمثابة تمهيد وتأكيد لما سيذكره المالكي في كتابه الأخير «جذور داعش».
يقول الشيخ سليمان بن سحمان المتوفي (سنة 1349هـ: "وأما بلاد مصر وصعيدها وأعمالها، فقد جمعت من الأمور الشركية، والعبادات الوثنية، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع له كتاب، ولا يدنو له خطاب، لا سيما عند مشهد أحمد البدوي، وأمثالهم من المعتقدين والمعبودين، فقد جاوزوا ما ادعته الجاهلية لآلهتهم، وجمهورهم يرى له من تدبير الربوبية، والتصريف في الكون بالمشيئة والقدرة العامة ما لم ينقل مثله عن أحد بعد الفراعنة والنماردة...، وكذلك ما يفعل في بلدان اليمن جارٍ على تلك الطريق والسنن، ففي صنعاء، وبرع، والمخا، وغيرها من تلك البلاد ما ينزه العاقل عن ذكره ووصفه، ولا يمكن الوقوف على غاياته وكشفه، وناهيك بقوم استخفهم الشيطان، وعدلوا عن عبادة الرحمن إلى عبادة القبور والشياطين...، وفي حضرموت، والشحر، وعدن، ويافع يقول قائلهم: شي لله يا عيدروس، شي لله يا محيي النفوس، وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم بهذا الشأن...، وكذلك، حلب، ودمشق، وسائر بلاد الشام، فيها من تلك المشاهد والنصب والأعلام ما لا يجامع عليه أهل الإيمان والإسلام من أتباع سيد الأنام، وهي تقارب ما ذكرنا في الكفريات المصرية، والتلطف بتلك الأحوال الوثنية الشركية، وكذلك الموصل، وبلاد الأكراد ظهر فيها من أصناف الشرك، والفجور، والفساد، وفي العراق من ذلك بحره المحيط بسائر الخلجان، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنًا بل ربًا مدبرًا وخالقًا ميسرًا، وأعادوا به المجوسية، وأحيوا به اللات والعزى، وما كان عليه أهل الجاهلية، وكذلك مشهد العباس، ومشهد علي، ومشهد أبي حنيفة، ومعروف الكرخي، والشيخ عبدالقادر؛ فإنه افتتنوا بهذه المشاهد رافضتهم وسنيهم، وعدلوا عن أسنى المطالب والمقاصد، ولم يعرفوا ما وجب عليهم من حق الله الفرد الصمد الواحد.
وبالجملة، فهم شر تلك الأمصار، وأعظمهم نفورا عن الحق، واستكبارًا. والرافضة يصلون لتلك المشاهد، ويركعون ويسجدوا لمن في تلك المعاهد، وقد صرفوا الأموال والنذور لسكان تلك الأجداث والقبور ما لا يحصل عشر معشاره للملك العلي الغفور...، وكذلك جميع قرى الشط والمجرة على غاية من الجهل، والمعروف في القطيف، والبحرين من البدع الرافضية، والأحداث المجوسية، والمقامات الوثنية ما يضاد ويصادم أصول الملة الحنيفية...، فلما تفاقم هذا الخطب وعظم، وتلاطم موج الكفر والشرك في هذه الأمة وجسم، واندرست الرسالة المحمدية، وانمحت منها المعالم في جميع البرية، وطمست الآثار السلفية، وأقيمت البدع الرافضية، والأمور الشركية، تجرد الشيخ [يقصد محمد بن عبدالوهاب] للدعوة إلى الله، ورد هذا الناس إلى ما كان عليه سلفهم الصالح في باب العلم والإيمان"(14).
وهكذا تلاحظ أن معظم الحواضر العربية التي خرجت منها حضارات عظيمة قبل الإسلام، وبعد الإسلام كانت عواصم لدول لها مكانتها وحضورها كالعراق وبلاد الشام ومصر واليمن، وخرج منها خيرة علماء الإسلام، تُرمى من هذا الشيخ النجدي المتشدد بالتكفير، والخروج عن الدين. فلا إسلام في نظره إلا في نجد، ولا مسلمين إلا سكانها ومن كانوا في محيطها.
(1 ) 2/5.
( 2) ص505.
( 3) ص24.
(4 ) ص167.
( 5) ص36.
(6 ) 3/194.
( 7) الأعمال الكاملة، لمحمد عبده: 1/857.
( 8) المصدر السابق: 3/ 561.
( 9) ص98-99.
(10 ) ص28-29.
( 11) صفوة الاعتبار، الفصل الخامس عشر، ص36.
(12 ) ص208.
(13 ) نشر في مجلة المنار، المجلد 16، ص745.
( 14) الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق، تحقيق عبدالسلام بن حسين بن ناصر آل عبدالكريم، طبع على نفقة المحسنين، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، عام 1414هـ، ص31-33.

الكلمات الدلالية