قصص مأساوية لن تتوقف
تشهد المنطقة تغيرات غير محمودة العواقب، إذ تذكي نارها الفتن الداخلية والتدخلات الخارجية.
قمين بالذكر، أن السودان، والعراق، وليبيا، واليمن، والصومال مرشحة للتفكك إلى دويلات متحاربة لا تملك قرارها، ولبنان، والعراق، وسوريا، تشكو من المشاكل الداخلية والتدخلات الخارجية، وتونس والجزائر، والمغرب، وموريتانيا لها إشكالاتها الخاصة، منها داخلية وأخرى خارجية، والسعودية منهمكة بإقامة الدولة الفلسطينية، ومصر وقطر، والأردن تبذل مساعيها الحميدة بين حركة حماس وإسرائيل التي ليست لها نهاية..
ومجلس الأمن المكون من 15 عضوًا، 10 منهم غير دائمين يستبدلون كل سنتين بدول أخرى، و5 دول أعضاء دائمون في المجلس لكل منها حق النقض (الفيتو) على أي قرار، وهذا ما يحدث في عالمنا الذي تحكمه معايير القوة (might is right).
حقيقة الأمر، إن الأشهر القادمة حبلى بالمفاجآت، وستشهد فلسطين المحتلة أحداثًا لا تمت للإنسانية بصلة، وكذا دول المنطقة المجاورة للكيان الإسرائيلي المحتل..
في واقع الأمر، إن اجتماع مجلس الأمن يوم 10 أغسطس 2025م، حول فلسطين، والقضايا الأخرى في المنطقة، كان عبارة عن تقديم إحاطات حول الأوضاع. وبموجبه، أصدر بيانًا رئاسيًا غير ملزم.. وجاء موقف الولايات المتحدة الأميركية سلبيًا حول كل ما تم تقديمه من إحاطات بشأن الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة.
في واقع الأمر، إن "غزة"، و"الضفة الغربية" وصلتا إلى خط أحمر. فمن ينقذهما يا أمم متحدة من عبث "بنيامين نتنياهو"، وإسناد "الإدارة الأميركية"؟
إن "نتنياهو" يصر على مواصلة الحرب حتى ينتصر فيها، وتحرير الرهائن، وحسم المعركة مع حماس وإخراجها من القطاع.. ويمارس في الوقت نفسه الوسائل اللاإنسانية في حق أهالي قطاع غزة، المشمولة بالعنف، والتدمير، والتهجير، والتجويع، والإبادة، وتوسيع دائرة العمليات العسكرية وفقًا للخطة المستحدثة للاستيلاء على غزة، وتلقى هذه الخطة أيضًا آذانًا أميركية صاغية، تعطي لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها... وأي حق هذا الذي تدعيه؟
جوهر القول، إن المقاومة الفلسطينية التي شنتها حركة حماس باسم "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر 2023م، إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى، والضفة الغربية وقطاع غزة، اتخذتها إسرائيل مسمار جحا، ومعها أيضًا الولايات المتحدة الأميركية، تهيئة لصفقة القرن.
وما من حل يرتجى، سوى اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية مستقلة في الدورة الـ80 للأمم المتحدة، التي ستنعقد في النصف الأخير من شهر سبتمبر القادم (2025م)، في نيويورك، وإقامة البعثات الدبلوماسية الفلسطينية على أراضيها، بصرف النظر عن استخدام حق النقض الأميركي.
ولا بد من أن يأتي اليوم الذي تراجع فيه الولايات المتحدة الأميركية حساباتها في هذا الشأن... ومن المحال دوام الحال.