صنعاء 19C امطار خفيفة

الجمهوريون يتزاحمون على قاعات الزفاف في ذكرى الثورة

مرحبًا بكم في اليمن، البلد الذي يستعد فيه المعسكر الجمهوري للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، دون برنامج، ودون موازنة. لكن نخبة هذا المعسكر تُحيي في المقابل حفلات زفاف "جمهورية" فاخرة في قاعات مكتظة بالثريات الكريستالية من الرياض ودبي إلى تركيا، والقاهرة.

الطريف في الأمر، أن هؤلاء السياسيين استطاعوا ابتكار مفهوم جديد للنضال تحت ظلال "الكوشة".

الفكرة بسيطة: إذا لم تستطع هزيمة الأعداء في الميدان، فبوسعك هزيمة الملل في قاعة فندقية خمس نجوم. وإذا لم تتمكن من دفع رواتب الموظفين، فادفع ثمن تذاكر السفر للضيوف القادمين من عواصم العالم لحضور حفلتك الباذخة.
هذا المشهد يذكرني بقصة حقيقية من إيطاليا في الأربعينيات، حين كان عمدة إحدى المدن يقيم مهرجان المكرونة السنوي بينما الجيش الألماني يقترب من بوابات المدينة. أو كما يقول المثل الأمريكي: "عندما تغرق السفينة، يبدأ القبطان بالعزف على الكمان". في اليمن، النسخة المعدلة تقول: "عندما تغرق الجمهورية، يبدأ القادة بحجز قاعات الزفاف".
الناس في الداخل يعيشون على 50 دولارًا شهريًا، إن حصلوا عليها، ويأكلون وجبة واحدة في اليوم، بينما يشتري سياسيونا زهور الزينة بالعملة الصعبة.
المفارقة الأكبر أن هذه الحفلات تُسوَّق أحيانًا كإنجاز وطني، على أساس أنها "فسيفساء جمهورية!" تجمع الحلفاء والخصوم تحت سقف واحد.
في الحقيقة، هي أشبه بمسرحية كوميدية حيث الممثلون يتصافحون أمام الكاميرات، والجمهور في الخارج لا يجد ثمن التذكرة لدخول العرض.
والأطرف من ذلك، أن هذه الولائم تأتي بينما مناسبة 26 سبتمبر على الأبواب بلا أي استعدادات تليق بتاريخها.
في النهاية، لو كان للجمهورية قوى حية، وضمائر حية، لرفعت دعوى قضائية ضد هؤلاء بتهمة "تشويه السمعة". لكن الضمير في اليمن، مثل الكهرباء، يعمل بنظام المولدات الخاصة: متى ما أردت تشغيله، عليك أن تدفع مقدمًا!

الكلمات الدلالية