العودة الباهتة
عاد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، إلى أرض الوطن، بهدوء لافت، دون ضجيج إعلامي أو مراسيم لافتة، ودون أن ترافق عودته وعود واضحة أو خطط معلنة لتنفيذ المشاريع التي طال انتظارها. هذه العودة التي غابت عنها الحيوية والرمزية، جاءت بعد غياب امتد لما يقارب أربعة أشهر في المملكة العربية السعودية، وهو غياب أثار الكثير من التساؤلات لدى الشارع الحضرمي حول أسبابه ومآلاته.
إن طول فترة البقاء في الخارج كان من شأنه أن يرفع سقف التوقعات لدى المواطنين، الذين كانوا ينتظرون عودة قوية تحمل معها حلولًا عملية وتوجهات واضحة لمعالجة الملفات العالقة في المحافظة، لا سيما في ظل التحديات الخدمية والتنموية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. إلا أن المشهد الذي رافق العودة بدا باهتًا، لا يعكس حجم الانتظار ولا يتناسق مع أهمية المرحلة.
اليوم، ومع عودته إلى حضرموت، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن يقدمه المحافظ على أرض الواقع، بعيدًا عن الخطابات العامة أو التحركات الشكلية. فالمحافظة بحاجة ماسة إلى تفعيل المشاريع الحيوية في البنية التحتية والكهرباء والمياه والتعليم والصحة، وإلى إدارة فاعلة تعيد الثقة بين السلطة المحلية والمواطنين. إن أبناء حضرموت يتطلعون إلى عمل جاد يعكس روح المسؤولية، ويترجم وعود التنمية إلى واقع ملموس، وفي النهاية، تبقى العودة الحقيقية ليست في مجرد الوصول إلى أرض الوطن، بل في القدرة على إحداث تغيير إيجابي يلمسه الجميع، ويرد على كل علامات الاستفهام التي رافقت الغياب الطويل.