رجل الأعمال العدني المعروف، أعماله الرئيسية كانت في عدن التي بنى فيها دار سينما بلقيس بحقات، ثم المسرح الوطني بالتواهي، والذي كان في دور التشطيب يوم أعلنت التأميمات وتسلمته الجبهة القومية هو والبلاد، وشل رجله وفل طائرًا إلى أبوظبي خوفًا لا يشلوا منه كعاله كمان...!
عندما كانت السينما في ذروة مجدها كحالة اجتماعية للأسر الكبار والصغار، وقعت جميع دور السينما تحت طائلة التأميم، وضمتها الدولة إلى أملاكها، وأنشأت "المؤسسة العامة للسينما" في عدن.
وبعد الوحدة المباركة المباركة، كان من حظي التعيين مديرًا عامًا "للمسرح والسينما"، الاسم كبير والعشاء قلية كما تقول أمثالنا العدنية.. تصادف ذلك مع قرار الرئيس القائد علي عبدالله صالح بإرجاع الأملاك المؤممة إلى أصحابها، ونزل القرار على رأسي المسكين، فقد كان لا بد من حل هذه القضية اللعينة بين الملاك والدولة، وتعاملت بتفويض وزاري مع هذه المسألة وويلاتها، ونزلت إلى عدن من صنعاء، ولقيت المحافظ طه غانم لأجد مكتبه العامر مكتظًا بالمطالبين بسينماتهم ودور عرضهم.. ويا ساعية جري الصنبوق.. وأحلنا المسألة إلى محامٍ بارع حفظه الله.. وما أشتيش هنا أدوش مزاجكم بالروتين الطويل العريض والطلعات والنزلات واللجان والخاوي والداوي الممل أكثر من ليل السجناء..!
والملخص هنا أن سينما برافين اللي يسميها الناس سينما البينيان طلع عدد من يطالب بملكيتها 3 اشخاص كلهم كذابين.. والنتيجة الى يومنا هذا انها بقيت في ملكية الدولة.. والاخ جعفر ميرزا اجا من ابوظبي وسوى رون، يعني لف لفة وطرح له محامي وكيل للمتابعة وتابع ورجع هو الى الامارات، وسينما البر يقه بقيت على حالها وكانت اجراءاتها سليمة وكذلك سينما دار سعد..
أما دور السينما التي أنشأتها المؤسسة في المحميات الريفية، فقد دمرها القرود والربحان الذين غزوا عدن عام 1994م.. والسينما الأهلية المعروفة بسينما خدابخش في كريتر، أبلغنا المحامي أن 13 شريكًا ظهروا له يدعون أنهم شركاء مساهمون في ملكية السينما الأهلية، وأهملت قضيتها.. وها هي الأهلية خربة تخرا فيها الطيور وتنعق الغربان.. وعمومًا فالرقم 13 مشؤوم عند بعض الناس.
سحقت ظاهرة دور العرض وعروضها السينمائية التي كانت تنور ليالينا.. والخلاصة:
تسلم جعفر ميرزا المسرح الوطني بالتواهي ليستثمره في أي شيء إلا المسرح أو السينما.. أما سينما بلقيس التي كانت الأروع، والمكيفة الهواء الوحيدة في عدن، فقد آل مصيرها إلى خريان الطيور ونعيق الغربان مثل السينما الأهلية وأسوأ.
بالنسبة لدور عرض ملك السينما طه مستر حمود، فقد استرد سينماته، لكنه استوقفني مرة ونحن نازلون سلالم الدرج حق وزارتنا، وهمس في أذني بعدما هنأته برجوع أملاكه إليه، وقال: استرديت أملاكي صحيح بس بعدما دفعت من الرشاوى ما يساوي قيمتها الأصلية، ورأسك العزيز..
يا لحقارة وطننا العزيز الغالي جدًا جدًا!
وختامًا.. وريوسكم العزيزة ورأسي ورأس مرة خالي إننا ما نفهتش إلا عند حلول موعد معاشي التقاعدي.. وتركي لوظيفة: المدير العام لمؤسسة المسرح والسينما على سن ورمح.
