صنعاء 19C امطار خفيفة

صنعاء أقدس من القدس: كسر المحرّمات في زمن الشعارات الخادعة

صنعاء المُكرَّمة، أقدس لديّ من مكة.

وعدن المُنَوَّرة، تهفو إليها روحي أكثر من يثرب، مدينة النبي.

وأصغر قرى اليمن، وإن تجاهلها التاريخ، مقدسة لدي أكثر من القدس.

لا تُصغوا لهتافات الإسلامويين، ولا تنخدعوا بصراخ القوميين واليسار؛ فكم اتّخذوا من القضية الفلسطينية دكّانًا لبيع الوهم والزيف، لشرعنة استبدادهم، وإهانة كرامة الإنسان، والفرار من استحقاقات المواطن.
لديّ، وبلا أدنى تردّد؛ فلسطين تأتي رابعًا.
اليمن وكرامة الإنسان اليمني فوق ترابه الوطني دائمًا أولًا وثانيًا وثالثًا.
النضال في سبيل حقوقنا وكرامتنا هو كل ما يخشاه سماسرة المظلومية الفلسطينية.
عودوا إلى صفحات التاريخ القريب لتدركوا كيف كان اليسار القومي والإسلامويون الجدد وبالًا على الإنسان العربي، وعلى قضية فلسطين العادلة.
الإشتراكيون القوميون سلّموا القدس الشرقية والمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، والضفة الغربية، وغزة، والجولان، وكلّ سيناء في ستة أيام لإسرائيل، بعد الحرب الفضيحة في يونيو 1967.
وبعد فشلهم القاطع في بناء الدولة الوطنية، سلّم كل رؤساء الدول القومية اليسارية بلدانهم للإرهاب الديني.
تسلّمت العراق بعد صدّام حسين الميليشياتُ الشيعية والقاعدة وداعش.
وتسلّمت ليبيا بعد معمر القذافي عصاباتُ الإرهابيين السنّة.
وتسلّمت سوريا بعد أسرة الأسد جماعةُ الجولاني وعصاباته الإرهابية.
وها هم الإسلاميون — ممثلون بإيران وقطر والإخوان المسلمين، وبذراعهم العنفية "حماس" — يُسلِّمون غزة للكيان الأبشع إجرامًا في العصر الحديث.
أعطت "حماس"، وبحماس شديد، كلّ ما يتمناه اليمين الإسرائيلي لتدمير غزة، وكلّ ما يحتاجه نتنياهو للبقاء في السلطة، وقُتل بسبب عدمية وانتحارية "حماس" عشراتُ الآلاف من المدنيين في غزة، ودمرت إسرائيل بشكل شبه كامل كلّ مدن وقرى وأحياء القطاع.
عمليةٌ إنتحاربة غير عاقلة، وغير أخلاقية، دون أدنى حساب للعواقب والتكلفة الإنسانية.
في القضية الفلسطينية، اليمينُ الديني الإسلاموي ليس إلا الوجه الآخر لليسار القومي:
عدَمي، انتحاري، لا غائي، لا قيمي، وبلا مخيالٍ سياسيٍّ حصيف.
وكلّ ما يملكه ألسنٌ فصيحة، وأفواهٌ متقعّرة، على منبر "إذاعة صوت العرب الجديدة" الأكثر حِرَفيةً وخبثًا في العصر الحديث — "الجزيرة".
لن نتنازل عن المطالبة بكرامتنا تحت أيّ عذر، حتى عذر القضية الفلسطينية، التي لا ريب في عدالتها.
اليمن أولًا وأخيرًا،
فلا قضية تسمو فوق حرية وكرامة الإنسان اليمني في وطنه.
لن ينطلي علينا مكرُهم، ولن نقع في شراكهم، ولن يُرهبونا.

الكلمات الدلالية