صنعاء 19C امطار خفيفة

الحمدي

الحمدي
إبراهيم الحمدي

أكثر من أي رئيس سابق لليمن، حكم اليمن الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي فترة قصيرة لا تزيد عن 3 سنوات وبضعة أشهر، نفذ خلالها مئات المشاريع التنموية الرائدة التي لم ينفذها أي حاكم غيره في التاريخ..

هو الذي أسس مولدات وشبكات الكهرباء ومشاريع المياه التي تغذي المساكن وتروي المزارع، والتعاونيات الكبرى، وبنوك التسليف للمزارعين والمواطنين الراغبين في قروض بناء مساكن، وشق الطرقات أشهرها تلك الموصلة إلى الشطر الجنوبي، وشيد مصانع كثيرة يصعب حصرها بتشجيع للقطاع الخاص، وسن قانونًا يعفي التصدير إلى الجنوب من الضرائب، وبنى البنك المركزي في صنعاء، وشيد للمحتاجين مدينة شيراتون في صنعاء، وأخرى في حدة، وتعاقد لاستخراج النفط مع شركة شل العالمية، وشهدت البلاد في عهده القصير طفرة تقدم لم يحقق مثلها غيره على الإطلاق.. في حكمه كله لم يدخل في جيبه ريالًا واحدًا من غير مخصصاته القانونية دستوريًا!
هو الذي وضع حجر الأساس لتشييد سد مأرب، ليعيد له اعتباره التاريخي.. وهو الكبير المتواضع الذي يسوق سيارته بنفسه في غالب الأوقات.. وهو الذي وضع الحد لنفوذ القبائل، وأرجعهم إلى مضاربهم، وقال لشيخ المشايخ عبدالله الأحمر: أنا رئيس دولة ولست كاتبًا عندك!

ابراهيم الحمدي وسالمين( منصات التواصل)

إبراهيم الحمدي عزم بصدق مع سالم ربيع علي "سالمين"، على تحقيق وحدة يمنية قادرة على البقاء في عدالة وحرية.. لكن ذلك وغيره من التطلع الكبير لتحقيق آمال الشعب الكبار، لم يعجب المتآمرين في الداخل والخارج، فنصبوا له خديعة خسيسة في بيت الغشمي، التي كان ظاهرها عزومة غداء.. كان الملحق العسكري السعودي الهذيان (الصورة) موجهًا لهذا السيناريو بأمر بلاده.. وكان قد رتب كل شيء بمعرفته واتصالاته بكل مخابرات الدنيا!
وكان للحمدي أخ دعي للعزومة ليقتل قبل أخيه.. وجاء.. وبادره علي عبدالله صالح برصاصات الغدر، والغشمي يتفرج.. وبشروا الملحق السعودي بالإنجاز.. وأذاعوا في بيانهم الأول للنعي أن أيدٍ غامضة آثمة اغتالت الرئيس وشقيقه! وفي البيان الثاني ذكروا أن الرئيس وشقيقه كانا في جلسة متعة مع امرأتين من فرنسا! (الصورة).
الفرنسيتان المغدور بهما (منصات التواصل)
كان الرئيس سالمين أكثر الناس تأثرًا وحزنًا على الغدر بالحمدي.. وسافر للعزاء مباشرة في مغامرة بلا ترتيب أو احتياط. لكنه سالمين الذي لا يبالي بالصعاب!
لو عاش الرئيس إبراهيم الحمدي عشر سنوات أخرى فقط، لتمكن من جعل اليمن أجمل وأفضل من بلاد الخليج كلها.. لكن ذلك كان خطًا أحمر بلون الدم عند الشقيقة الكبرى.

الكلمات الدلالية