ماذا يريد الحوثي بالضبط؟
كلما اقترب الناس من بصيص أمل، من دعوة إلى تقارب، من رجاء في إنهاء هذه الحرب المدمّرة، خرج الحوثي بموقف يعيد الأمور إلى الصفر، بل إلى ما هو أسوأ. وكأنما لا يريد سوى البقاء في صدارة المأساة، لا كحَلٍّ، بل كجزء منها، إن لم يكن أصلها.
لسنا ممن يغفرون بسهولة. قاتلناكم مع علي عبدالله صالح، في عدن وغيرها، ونعرف كم من الجراح خلّفها حكمه. لكن ما فعلتموه به حين قرر أن يختلف معكم، لا يمت لا للشرف ولا للقبيلة ولا حتى للإنسانية بصلة. لقد ندم كثيرون على معاداتهم لصالح بعدما رأوا بشاعة ما حلّ به على أيديكم. وبرغم ذلك، لا زلنا نقول، إن كان العفو عنكم طريقًا لإنقاذ اليمن، فنحن مستعدون أن نعفو، لا عن قناعة، بل من أجل هذا الوطن الجريح.
فما الذي يدفعكم للذهاب بعيدًا أكثر؟
ما ذنب أحمد علي عبدالله صالح لتطالبوا بإعدامه؟ الرجل لم ينطق بكلمة ضدكم، رغم أنكم قتلتم والده. كتم غيظه ودعا إلى وحدة الصف وإنهاء الحرب. بإمكانكم أن تعلنوا رفضكم لوجوده في أي تسوية، فهذا رأي سياسي، ولكن ليس من حقكم – ولا تملكون أي صفة قانونية – أن تحكموا عليه أو على غيره بالإعدام. أنتم لستم دولة شرعية، بل ما زلتم مصنَّفين كجماعة إرهابية.
وحتى من منطلق الدين، فأنتم الفئة الباغية التي تأبى أن تفيء إلى أمر الله، وترفض أن تجنح للسلم. لا أقمتُم دولة ولا تركتُم الدولة تقوم. لا سمحتُم لهذا الشعب أن يتنفس، ولا قدمتُم له مخرجًا من نكبته.
إن ما تفعلونه هو عبث مكتمل. تمارسونه وكأن اليمن مزرعة ورثتموها عن أجدادكم، تتصرفون بها كما تشاؤون، دون رادع من ضمير أو شرع أو قانون.
لكن ثقوا، فلكل شيء نهاية، واليمن لم ولن يكون إرثًا لأحد. وسيأتي اليوم الذي يقول الشعب فيكم ما قاله في جدكم أحمد حميد الدين:
«ارحل يا ظُلم، آن للنهار أن يشرق».