أطفال غزة.. في قلب غوتنبرغ

مسيرة تضامنية مع ابناء غزة( منصات التواصل)
شاركتُ في مسيرة تضامنية مع أطفال غزة. وقد شهدت المسيرة إقبالًا كبيرًا من السويديين من مختلف الاتجاهات والتيارات. وخلال الفعالية، سألني أحد الأشخاص: من أين أنت؟ فأجبته: من اليمن.
ثم سألني بعدها عمّا يحدث في اليمن، وهل هناك أفق لإنهاء الحرب والفوضى. حاولت أن أُجيب على أسئلته بإيجاز، ثم سألته: ماذا تعرف عن اليمن؟ وكيف تراها الآن؟
قال لي معرفتي باليمن محدودة، بخاصة في الوقت الراهن. كلّ ما أعرفه أنها بلاد القهوة العربية، الموكا تحديدًا. لكن كلما بحثت على الإنترنت عن معلومات عن اليمن، تظهر لي صور صادمة: أشخاص يحملون بنادق متدلّية على أكتافهم، ووجوه منتفخة، وأوراق بين أسنانهم بسبب عشبة يأكلونها، لا أدري ما اسمها، وهل هي مفيدة غذائيًا أم لا! ثم اعتذر وقال: لكن معظم الصور والفيديوهات تُظهر أشخاصًا بهندام رثّ ولهجة خشنة ومتكسرّة.
طلبتُ منه رقم هاتفه، علّني أجد وقتًا للتواصل معه في وقت لاحق، وتوضيح بعض الأمور حول الصورة النمطية التي رسمها عن اليمن. لكن حديثه زاد من حزني وألمي، إلى جانب مأساة أطفال غزة والمسيرة المؤثرة التي كانت مليئة بالرموز التعبيرية والإنسانية.
شارك في تنظيم المسيرة بعض نشطاء السلام السويديين، وقد أبدعوا في التنظيم واختيار الشعارات والهتافات والرموز التعبيرية. إذ أحضر كثيرون كلابهم، وقد عُلّقت على أعناقها عبارات تعبّر عن المأساة في غزة. كما حمل العديد منهم القدور والملاعق، تعبيرًا عن المجاعة التي يعاني منها سكان غزة. أما الموسيقى الحزينة المصاحبة، فقد أثّرت في المارّة والمشاركين، حتى إنّي رأيت الكثير منهم يبكون بحرقة.