صنعاء 19C امطار خفيفة

معاناة الناس هي ما دفعهم للخروج

العنوان أعلاه هو الجواب الكافي والشافي لكل من يسأل عن سبب هذا الخروج الشعبي غير المرتب له مسبقًا، وليس لزيد أو عبيد يد فيه، بل إنها ثورة شعبية ضد الفساد والتلاعب الموجود بمصالح الناس، والذي كان ضحية الأولى المواطن الغلبان.

ما يحصل الآن في المكلا، وقد يطال مدنًا كثيرة بحضرموت، شيء متوقع حصوله منذ سنوات مضت، فالأزمات تزداد تصاعديًا، والسلطات العليا مع السلطة المحلية بالمحافظة غير مكترثة، بل يظهر لك كأنهم غير معنيين بما يحصل من تعذيب هما السبب فيه، ولا ترى لهم وجودًا في شيء يعود بالنفع والفائدة، وإنما تراهم يتسابقون لأخذ الصور حتى في الأشياء التافهة: مهرجان البلدة وآل باخمري.
التحالف هو الآخر لا يعفى مما حصل في عهده ولازال حاصلًا.
لنكن أكثر صدقًا وواقعية، التحالف هو السبب الرئيسي في كل بلاوينا، جيش وعسكر البلاد، وحولها إلى ثكنات ومعسكرات ورواتب بالريال السعودي، وترك الناس تواجه مصيرها.
لم يقدم للموظفين العاملين بالإدارات الحكومية شيئًا من دعمه السخي كالذي يقدمه للعسكر، بل تركهم يعانون الأمرين مع ارتفاع العملات الأجنبية أمام ريالنا الظامر والكسيح، ماتت الناس جوعًا وقهرًا.
التحالف منذ أن دخل البلد لم يقدم شيئًا ينتفع به الناس إلا ما تم شرحه.
هاتوا شيئًا قدمه هذا التحالف، غير النزاعات والصراعات من محافظة إلى محافظة، بالأمس القريب كانت حضرموت في مأمن من النزاعات والصراعات، وفي أمن وأمان، مع أن بوادر هذه النزاعات والصراعات تلوح في الأفق.
لكن المعاناة المستمرة هي التي سبقت انفجار هذه النزاعات والصراعات المختلقة، والسبب واضح هي المعاناة التي أخرجتهم قبل أن تنفجر هذه الصراعات، ويحصل القتل والاقتتال بين الإخوان، وهنا يرتاح من كان يغذيها.
معاناة الناس هي ما أخرجهم وخرجوا بكل عفوية، ولو استمروا في صبرهم الطويل لانفجر الوضع، وحلت الكارثة التي يترقبها ترقب الملهوف كل من أعد العدة لها.
الآخبار القادمة من المكلا تقول إن المدينة في حالة غليان وثورة شعبية مستمرة لن تبقي للفسدة مكانًا بين الشرفاء.
وإن لصوص الفساد وتعذيب الناس في الخدمات من مسؤولين فحطوا وتركوا الناس تشوف ما يصلح لها، وهذا ما هو متوقع منهم، التفحيط لا غيره، لأنهم في الأصل أتوا على غفلة من الزمن.
الشيء المقهر والمبكي معًا من كان منا كحضارم يتوقع أن نصل إلى هذا الحال المزري؟
من يتوقع أن حالة التسول وطلب المساعدة أصبحت شيئا معتادًا رؤيته في أماكن كثيرة من حضرموت.
وأن السواد الأعظم من الناس هنا في حضرموت أصبحوا فقراء وغير قادرين على توفير قوت أسرهم..!
فليرحل الفسدة واللصوص غير مأسوف عليهم.

الكلمات الدلالية