الدودحي
كثيرًا ما سُئلتُ من بعض الأصدقاء عن معنى هذا الاسم، الذي يبدو غريبًا ومموسقًا، بخاصة أنه ارتبط في وعي الناس بقصة حب شهيرة.
الدودحي الطاهري، قائد جيش السلطان عامر بن عبدالوهاب في شمال اليمن، والاسم يعود إلى "الليث الدودحي"، أول من لُقِّب بهذا اللقب، والذي أطلقه عليه السلطان تهكمًا بسبب بدانته وقِصر قامته.
وعقب سقوط الدولة الطاهرية ومقتل السلطان عامر بالقرب من مدينة صنعاء، أثناء الصراع مع المماليك المصريين والأئمة الزيدية، سلّم الليث الدودحي قلعة ثُلا للإمام الزيدي يحيى بن الحسين، بعدما رأى زحف المماليك على السواحل اليمنية. وخلال تسليم القلعة، ألقى خطبة شهيرة أشار فيها إلى أنه يفضّل تسليمها لخصمه اليمني، على أن يُسلمها للعدو الخارجي المتمثل في المماليك. وقد أورد الكبسي الخطبة في "اللطائف السنية"، كما نقل صاحب "روح الروح"، عيسى بن لطف الله، مقتطفات منها.
ومع تغيّر الزمن وتبدّل الولاءات، اكتفى الليث بلقبه "الدودحي" دون الإشارة إلى نسبه الأصلي "الطاهري"، تجنبًا للمواجهة مع الأئمة الزيديين الذين أسقطوا دولة آل طاهر. وهكذا، اختفى "الطاهري" وبقي "الدودحي".
يتبع...